الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الشاعر نادر محمد عروق .. رسول الله ... معذرة في يوم مولدك الشريف

رسول الله ...معذرة في يوم مولدك الشريف

عجب الزمان ففكره مذهول
وكأنما وجه الزمان أصيلُ

والشمس تهفو للمغيب ومالها
مذ لاح نورك في الوجود أفول

مشكاة هذا الكون وجهك نورها
وكأنه في الظلمة القنديل

والعرش يُسمع للملائك حوله
زجل يضج وللحمام هديل

والبدر يزهو والنجوم تلألأت
والأفق طلق والنسيم عليل

واستبشر الثقلان إذ ولد الهدى
والشكر أوجب  والعطاء جزيل

ولد الجمال مع الكمال فأعجزت
أوصافه الفضلى نهىً وعقول

حاشا تحيط به العقول وماله
في الكائنات مشابه ومثيل

ياصاحب الخلق العظيم وأهله
أثنى على أخلاقك التنزيل

قد جاء في التوراة عنك بشارة
وكذاك بشّر باسمك الإنجيل

خُتمتْ رسالات السماء جميعها
مذ جاء باقرأ باسمه جبريل

والمعجزات على يديك جلية
ماشابها سحر ولا تخييل

مالي إلى مدحي مقامك حيلة
أنّى لمثلي والمقام جليل ً

لو جئت أكتب والبحور جميعها
حبر لكان المدح فيك قليل

ناءت بحور الشعر إن ناديتها
فالقول فيك على البحور ثقيل

فجعلت كاملها إليك مطيتي
متفاعل للوصل وهو هزيل

فركبته كرها على علاته
مذ صد عني وافر وطويل

إمّا وهى شعري فلست ألومه
فالشعر دونك قاصر وضئيل

إني لأهفو للوصال وزلتي
بيني وبين الوصل منك حؤول

فأنا وقد أعيا اللسان بيانه
مالي سوى دمعي إليك رسول

أغضي إذا مالاح طيفك هيبة
والطرف مني مطرق وكليل

فالعفو إن جاوزت قدري جاهلا
ياسيدي والعفو منك جميل

أنا يارسول الله كنه مقالتي
أسف وشكوى والكلام خجول

أرض العروبة تشتكي من ذلنا
ويضيق فينا عرضها والطول

عار علينا أن نقول بإننا
لك أمة نسبت فكيف نقول

وأصولنا ردت إليك قرابة
حاشا إليك لنا ترد أصول

إنا لخَلْف ضيّع الثقل الذي
فينا تركتَ..فحظه التقبيل

إذ صار للأموات تُقرأ آيه
وحلا به التجويد والترتيل

لم نُشغل الألباب فيه تدبرا
وعفى عليه الهجر والتعطيل

حتى ضللنا عن صراط محجة
وبنا تفرّق عن هداك سبيل

علماؤنا أفتوا بسفك دمائنا
ولكل جرم عندهم تأويل

لاقول حق قيل يردع جائرا
أبدا فكل كلامهم تضليل

باعوا لدنياهم ببخس دينهم
مالوا مع السلطان حيث يميل

ورعاتنا ناموا فلم يستيقظوا
والذئب يسرح في الحمى ويصول

ماعاد يحكمنا إمام عادل
ماثَمّ إلا خائن وعميل

ما الغار إكليل على هاماتهم
بل عارهم وهوانهم إكليل

فالظلم يغرز في الرعية نابه
والفقر والتشريد والتنكيل

وتحكّم النذل الجبان بسيد
ونزا على ظهر العزيز ذليل

وسيوفهم بيض خفاف جردت
للرقص ماعادت بهن فلول

وطبولهم قرعت لعاهرة وما
قُرعت لصد الغاصبين طبول

باتوا سكارى منتشين كأنما
لعبت بهامات المسوخ شَمول

فالعلج يرتع في الديار مكرما
وله بنجد والحجاز مقيل

حكامنا عماله وعبيده
من أرضنا يجبى له المحصول

ما عاد يعطي للخليفة جزية
بل صار يأخذ جزية ويكيل

ياسيدي اجتمع البغاة بأرضنا
فمجوسهم وتتارهم ومغول

فالسدر يربط للأعادي خيلهم
ويظلهم في الرافدين نخيل

لاسعد عاد لقادسيته ولا
في حمص يرعبُ سيفك المسلول

ماعدتَ تسمع في الوغى وقع القنا
كلا ولا للعاديات صهيل

والكل مشغول بدنياه التي
عُبدت فأنّى يُشغل المشغول

ياسيدي مسراك دنّس طهره
وأباح فيه المنكرات دخيل

والقدس أولى القبلتين سبية
ماجف من دم طهرها المنديل

وكنانة العرب التي أمّلتها
ماعاد فيها للضياغم غيل

إن تسأل الأهرام عن أجنادها
يبكي لهم أهرامها والنيل

أُسْد العراق من الجراح دماؤهم
في عرض دجلة والفرات تسيل

وعدا على اليمن الجريح عصابة
للحاقدين مخالب وذيول

والجوع يعصر والمصائب شرّع
مالليتامى كافل ومعيل

وكأن أرض الشام نار أحرقت
أبناءها وسماؤها سجيل

ياسيدي عذرا إليك فإنني
أبكي الديار إذ الديار طلول

إني لأقتضب الحديث تأدبا
عن حالنا فالشرح فيه يطول

في يوم مولدك العظيم تألبت
كل المواجع والدموع هطول

صلى عليك الله ما عصفت بنا
ريح النوائب والخطوبُ نزول

صلى عليك الله مابلغ المدى
من أرضنا للنائحات عويل

ثم السلام عليك مني كلما
صرخ السجين هنا وخر قتيل

ياسيدي فادع الإله لأجلنا
فعسى إلى درب الرشاد نؤول...

واصفح فإن الصفح فيك سجية
ورضاك عني سيدي مأمول....

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...