عذراء
بِغَاسِق غَابَ فيه البَدْرُ وَاحْتَجَبَا
بِنُورِ وَجْهِكِ رُوحِي أَتْبَعَتْ سَبَبَا
فَطَافَ قَلْبِي عَلَى الأفْلاكِ يَسأَلُهَا
هَلْ لِلفُؤَادِ حَبِيبٌ بَعْدُ مَا وَقَبَا
عَذْرَاءُ قَدْ وَهَبَتْ فِي العِشْقِ قَاتِلَهَا
سِرَّ الحَيَاةِ وَتَصْفُو كُلَّمَا اقَتَرَبَا
مَا كُنْتُ أَنْفُثُ مِنْ شَوقِي لَهَا عُقَدَاً
إِلَّا تَرَاقَصَ حَوْلِيْ طَيفُهَا طَرَبَا
لَمَّاحَةٌ عَقَلَتْ لِلسِّرِّ كَاتِمَةٌ
تَمْضِي وَقَدْ كَشَفَتْ مِنْ حَولِهَا الحُجُبَا
تَجْرِي لَهَا نَهَرٌ مِنْ لُؤلؤٍ مُرِجَتْ
فَوقَ الرُّخَامِ تَرَى مِنْ حُسْنِهَا عَجَبَا
وَقَدْ تَدَلَّتْ عَلَى أَفْنَانِهَا قُطُفٌ
كَأَنَّ مِنْ فَوقِهَا المُرْجَانُ قَدْ سُكِبَا
رَأَيْتُ طَيْرَاً وَقَدْ غَنىْ لَهَا وَلَهَاً
حَتَّى أمَالَ لَهَا الأغصَانَ والقَصَبَا
فَحَاوَرَتْهُ بِطَرْفٍ نَاعِسٍ دَعِجٍ
حَتَّى تَرَاجَعَ مَهْزُومَاً وَمُنسَحِبا
وَرَاحَ يَبْحَثُ فِيْ التَّارِيْخِ عَنْ لُغَةٍ
فيْهَا بَيَانُ الَّذِي عَنْ سِحْرِهَا كُتبَا
فَتَاهَ فِي رَوضَةٍ آتَتْ لَهَا أُكُلا
النَّخْلَ والتِّينَ والزَّيتُونَ و والعِنَبَا
حُورٌ حِسَانٌ لَهَا فِي خِدْرِهَا خَدَمٌ
حَسْنَاءُ فَاتِنَةٌ أَسْمَيتُهَا حَلَبا
مَا كُلُّ مَنْ قَرأَ التَّارِيخ يُدْرِكُهُ
والسَّيْفُ يَصْدُقُ يَا شَهْبَاءُ مَا كَذَبَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق