اليَوْمُ أَتْلُو عَلَيْكُمْ قصّةً عَجَبا
وَالدّمعُ رغمَ صمودي سَالَ منْسكِبا
النَّارُ قد جُعلت للناسِ تذْكرةً
تَجْتَاحُ أخضر َما في الأرْضِ والحطَبا
وَاليَوْمُ نَارٌ عَلَى الأَكرامِ قَدْ عَصَفتْ
وَمَا عَرَفْتُمْ لَهَا حَدًّا وَلَا سَبَبا
لَقَدْ رَأَيْتُ مَنَامًا كَادَ يُذْهِلُنِي
فَوْقَ الرُّؤُوسِ طُيُورًا تَأْكُلُ العنبا
وَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ الأَبْقَارِ أَسمنها
أَمْسَتْ لِمَنْ كَبُرتْ أكْرَاشُهُمْ نُهُبا
وَنَادِلٌ قَدْ سَقَى السُّلْطَانَ خَمْرتَهُ
لَكِنَّهُ قد رأى تأْوِيلَنا لعبا
لَا يَهْنأُ العَيْشُ والأفْعى تراقبنا
والطَّيْرُ عاشَ سنينَ العُمْرِ مُغْتَرِبا
يُمْسِي غَرِيبًا وَ ناب المَوْتِ يَتْبَعُهُ
يَدْعُو لِرَبِّ السَّمَا مكلومَ محتسبا
سَبْعُونَ عَامًا بلا نصرٍ ولا وطنٍ
وَالطِّفْلُ عَاشَ عَلَى الآمالِ مرتقبا
القُدْسُ قَدْ نُزِعَتْ أَثْوَابُ عزّتها
والغاصبُ الفَظُّ للمذبوحِ قَدْ رَكِبا
كُلُّ الطُّغَاةِ عَلَى أَشْلَائِهَا نَظَرُوا
مِنْ بَعْدِ بَيْعَتِهِمْ أَمْسَوْا بِهَا جُنُبا
وَ الدِّيكُ ضَيَّعَ صَوْتَ الفَجْرِ عن عمدٍ
لَنْ تُعَبدُوا اللهَ وَالإِنْسَانُ قَدْ غُصبا
صَارَ الخُنُوعُ شِعَارًا في محافلهمْ
لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهَا الدُّنْيَا لِمَنْ غَلَبا
لن يُبْرَمَ الصُّلْحُ إِلَّا عِنْدَ مَقْدِرَةٍ
مَا باتَ ذِئْبٌ لِلَحْمِ الشَّاةِ مجتنبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق