عروبة الحاضر
مجاراة لأبي تمام
...........
ما أخذلَ الحقَّ سيفاً مـن يـدِ العرَبِ
والعُرْبُ أقصرُ قـامـاتٍ مـن الـرُّكَــبِ !
عروبةُ السَّيفِ فـي أغمادهِ صـدِئَـتْ
و شــاخَ معتصمٌ في نخوةِ الكـتـبِ
لا الحقُّ عاد لأهليهِ و لا نــضــجــتْ
لردِّه غَضْبةٌ بًالجحـفـلِ الــلَّــجــِـبِ
ولا لنا رجعتْ قدسٌ بل التحقتْ
بها البقيَّةُ مـن صنعـا إلى حـلــبِ !!
شاب الوجودُ بنا خِزيا و مسكــنـةً
و حقـــد شـانـئـنا بالشَّرِّ لـم يَـشـِبِ
مـا لاح لـلـفـجـر في آفاقـنـا فـــلــقٌ
إلا اضـمــحــلَّ بـلـيـلٍ غـاسـقٍ وَقِــبِ
أيـامُنـَا دمــعــةٌ حــرَّى و مــأتــمــةٌ
لم نصْح ُ مـن نكبـةٍ إلا لـمـنـتـكــبِ
بـلادنــا لم يـعــد فـيـهـا لـنــا وطــن
حياتـنـا مرتسى الأحـزانِ و الـكُــرَبِ
غرقى و ما زالَ خوفُ العَوْمِ يرهِقُنَا
مَـوتَـى و إن نلمـحِ الأكفــانَ نـرتـعِـبِ
***
عـروبـة الـيـوم لـو كُنَّـا لـهـا عَـرَبا
أنحنُ فـي أرضها كالـرَّمل والـحـطـبِ؟
عروبـة اليـوم لـم تثـبـتْ عـروبـتُـهـَا
فيـنـا بشـيءٍ سـوى الأسمـاءِ واللقبِ
عروبة اليومِ لـو صـحَّـتْ عـروبـتـهـا
لـم يُخْـلقِ الرأس فيها موضع الذنبِ
............ ..
محمد صالح العبدلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق