الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الشاعر محمد أحمد حسن .. وأما اليتيم فلا تقهر

وَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر
شعر / محمد أحمد حسن ( بني سويف – مصر )
إذا اللَّيلُ عَسْعَسَ والظُّلمُ لاحَ      فلا تَيْــــــــأَسَنَّ وَلَا تَفـْـــــــــتُرِ
فَإِنَّ الصَّبَاحَ الضَّحُوكَ الْجَميلَ     تَنَفَّــــــــسَ في ضَـــــوئِهِ الْمُقْمِرِ
وَبَشَّرَ عِيسَى بمِـــــــيلادِ نُــورٍ     تَمَــــدَّدَ في كَــــوْنِهِ الْمُــــــــقْفِرِ
وَأَرْسَلْتَ نُورَكَ في كـُـــــلِّ دَارٍ     تَسَامَى مَعَ طَــــــــــيفِكَ الْأَنْوَرِ
وَأَضْحَى الظـَّـــــلامُ لهُ رِجْفَةٌ       يُلـَـــــــمْلِمُ في ثـَـــوْبِهِ الْحـَـــائِرِ
يَتِيـــمًا وَفِي الْيـُــــتْمِ أَيـْـــقُونَة ٌ      تُعـَــــانِقُ فِي طِفْــــــلِهَا الأَحْوَرِ
وَنَادَى الْإِلهُ فَلَــــبَّى النـِّــــــــدَاءَ     وَأَمَّا الْيَتـِـــــــــيمَ فَلَا تَقـْــــــهَرِ
وِفِي الْغَارِ تَصْبُو إِلَيكَ الْجِبَـالُ      وَتَسْــــبَحُ فِي عُرْسِهَا الْمُــــــبْهِرِ
دَعَوتَ لربٍّ عَفُــــوٍ غــــــفورٍ     تَبِيــــعُ الْحيَــــاةَ لِكِي تَشـْــــتَرِي
سَلَكْتَ دُرُوبَ الْحَياةِ الصِّعَابَ     وَأَبـــــــــْدَعْتَ فِي ثَوْبِهَا الطَّاهِـرِ
فَلَسْتَ بِفَظٍ وَلاْ غِلْـــــــــــظَةٍ      وَلَسْت بِسـِــــــــــحْرٍ وَلَا شَاعِـــرِ
بِصِدْقِ الصَّدُوقِ وقَلْبِ الرَّحِيمِ     وَعَقـْـلِ الْحَـــــكِيمِ وَلَـــمْ تـَـــنْهَرِ
وَأُسْرِيتَ لَيلاً إِلى غَـــــــــايةٍ      وَتَرْقَى رُقـِـــــــيَّا بِلا مَظْـــــهَرِ
صَــنـَعْتَ الرِّجَـــالَ بِلَا آلَــــةٍ      وَأَبْدَعْـتَ وُدَّكَ فِي خَيــْـــــــــبرِ
إِذَا قُلْتَ أَصْغَتْ إِليْكَ الْجِبــَـالُ      وَعَلَّمْتَ كَيفَ الْعـَــــطَاءُ الثَّرِي
هَزَمْتَ الضَّــــلَالَةَ فِي بَيْتِـــها       وَأَعْلَـــــيتَ حَقًّا بِلا خَنـْـــــجَرِ 
وَكُفَارُ مَـــكَّةَ كَمْ قَاتـَــــــــلُوكَ      لِكَـي يُخْرِجُوكَ بِلا نَاصِـــــــرِ
وَكَيْدٌ وَمَكْرٌ مَعَ صَــــــــــابِرٍ      وَإِيَّـــــــاكَ إِيَّــــــــاكَ مِنْ صَابِرِ
وَكَمْ أَجْمَـــــعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ        لِكَي يُخـْـــــــرِجُوكَ وَلَمْ تَهْجُرِ 
وَفِي بَدْرَ أَظْـــهَرْتَ حَقَّ الْعِبَادِ     وَلَمْ تُبـْـــــــــقِ فِيهَا عَلَى كَافِرِ
وَأَمْـــــرُكَ شُورَى إِذَا ما بَدَتْ      أُمُورُ الْخَــــــــلائِقِ في النَّاظِرِ
فَشَاوَرْتَ صَحْبًا وَأَعْلَيتَ حقًا      وَتِلْكَ خِصَــــــالُ الْفَتى الْمَاهِــرِ
عَفَوتَ فَكُنتَ الْكَــــــرِيمَ الَأبِيَّ     وَفِي فَتـْــــــحِ مَكَّـــــــةَ لَمْ تَثـْأَرِ
وَحَنَّتْ إِليكَ جُذُوعُ النَّخـِـــــيلِ    وَشَــــــــاةُ أُمِّ مِعْبـــــــدِ لَمْ تَفْــقُرِ
إِذَا مَا وَقَــــفْتُ بِبــَـــابِكَ يَوْمًا     وَأَدْعُوكَ فِي الْحَــوضِ وَالْكَوثَرِ
أَجِيءُ إِليـــْــــــكَ وَبِي لـَـــهْفَةٌ     فَهَلْ تَرْتَـــوِي ظَــمْأَةُ الــزَّائِرِ
وَكَالطِّــفْلِ أَمْرَحُ بينَ الرِّياضِ      وَأَسْـــعَى مِنَ الْبَيـــــتِ للْمَنْبرِ
أَرَى الْقَلبَ يَحْبُو عَلَى رُكْبتَيهِ      وَيَسْبـــَــحُ فِي حُلـْـــمِهِ الْعَابِــرِ
وَعَيْنِي تُعَانِقُ فِي رَوْضَـــــــةٍ     وَأَنْفِي يُغَــــــازِلُ فِي الْعَـــــــنْبَرِ
فَكُنْ لِي شفيعًا إِذَا مَا بَـــــدَتْ       ذُنُوبِي جِبـَـــالًا عَلَى طَـــــائِرِ

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...