خُـذِيها واحْـرِقِيها
*******
هـذه الأشْـواقُ ..
لا أقْـوَى على نِـيرانِهـا ..
إنْ غِـبْـتِ عَـنِّي ..
فَخُذيـها
وحَـرامٌ أن تَغيبي كلَّ هذا الوَقْـتِ ..
يا رُوحـي ..
وَوَحْـدي اصْـطليهـا .
أنتِ تَـدرينَ بأنَّ البُعْـدَ عن عينيكِ ..
يُذكي نَـارَ وَجْـدي ..
فاطْـفِـئِـيها .
واقْـبِلي يا باقةَ الوَرْدِ ..
فَـدُنيايَ بلا عَينَيكِ ..
قلبي يَـجْتويها .
ليسَ فيها غيرُ أِشْـواقٍ ..
تُعَـنِّـيني وتُضْنيني ..
ولا أٌقْـوَى عليها .
ثُمَّ أبقى طولَ يومي ..
أرقُـبُ البابَ
وأرجـو أن أرى مَنْ أشْـتَهـيهـا .
أسـمعُ الأقدامَ تَـخْطو ..
فإذا مَـرَّتْ أُعاني خيبةَ الآمالِ فيها .
وأُصيخُ السَّمعَ للأصواتِ حَـولي ..
رُبَّـما أسمعُ للصَّوتِ شَـبيها
وإذا طال انتظاري ..
قمت للخارج أمْـشي ..
خَـطُـواتي لا أعِـيـهـا .
ثُمَّ أرتَـدُّ كئيباً ..
أشربُ القهوةَ سُـمَّـاً
في شُـرودٍ أحتَسيها
ودُخـانُ التَّبغِ يَـجتاحُ سَـمائي ..
وبأعصابي جُـنونٌ يَعْـتَريهـا
حـالتي هذي معَ الأشْـواقِ ..
يا دُنيايَ إنْ غِـبتِ ..
فَمَنْ ذا يَـرْتَضيهـا ؟
إنْ تكن تُرْضيكِ يوماً
فخُذي الأشْـواقَ هذي كُـلَّهـا
ثـمَّ احْـرِقـيهـا .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( كتاب الوهم )
هناك تعليق واحد:
جزيل شكري وتقديري لاسرة الرابطة العربية والتحية للجميع .
إرسال تعليق