( ولما تلاقينا ) من الطويل
ولـَمَّـا تـَلَاقَـيـنَـا وزَالَ دُجَـى الـهَـجْـرِ
تَنَفَّسَ صُبْحُ الْوَصْلِ في رُوحِنَا يَسْري
تَجَلَّى مُحَيَّا الْخِلِّ فِي غَسَقِ الدُّجَى
على أفـْقِـنَـا بِالنِّورِ فَـاقَ سَنَا الـْبَدْرِ
وخُـلْـنـَا ظـلامَ اللَّـيل للـحـبِّ سـاتِرًا
ولكنْ صبيحُ الوجهِ كادَ بِنـا يُـغرِي
بَنَيْنَا مِـنَ الأحْـلامِ صرحَ مَـحَــبَّـةٍ
ولـُذنـَا بِـهِ لـيلًا إلى سَاعةِ الـفـجْـرِ
نـَسَـجـنَـا مـِن الآمـــالِ ثـَوبَ طَـهـارَةٍ
نَظمنا الـهـوى عِـقْدًا تَرصَّعَ بـِالـدُّرِ
تَفـَتَّحَ وردُ الـعـِشـْقِ فـوقَ خُدُودِنَا
عَـليهِ تَصَابِينَا لُجُيْنٌ مِنَ الـثَّغْرِ
تَمَوسقَ لَحنُ الحُبِّ فَوقَ شِفَاتِنَا
لَثَمْنَا الصّبا شَهدًا كُؤوسًا مِنَ الخَمرِ
لـَهَـونَـا هُـيـَامـًا والـحَـنـانُ يـَضُـمُّـنـَا
وتُهنَا بِأحْضَانِ الهوى دونَ أنْ نَدرِي
فـَأطـفَـأَ غَـيـثُ الـوصـلِ نـَارَ صَـبـابـَةٍ
تَلَظَّتْ وكانتْ في الضلوعِ لَظى جَمرِ
وجَـاء إلـَيـنَـا الفجرُ يَستَرِقُ الخُطَى
وأغْضَى حياءً أنْ يُزيلَ دُجَى السّترِ
إلى أنْ أتـَاهُـ الإذْنُ والأمـرُ لِلهَـوى
فَلا أمرُ منْ يَهوى الفؤادُ ولا أمْرِي
أطَـلَّ صَـباحٌ والـحَـبِـيـبُ يـَحُـفـُّنَـا
بِفَيضٍ مِنَ الأنوارِ يَعبَقُ بِالـعـِطْـرِ
خالد الشرافي - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق