__________
على قَدْرِ ما فينا سيحْكمُنا رُمْحُ
سيبقى جِدارًا فاصِلاً بيْننا جُرْحُ
وما بصليلِ السَّيفِ نطْرقُ بابَنا
علينا محالٌ أنْ يُحالِفَنا فَتْحُ
فمُنْذُ منِ الرَّصَّاصِ أمسى خطابُنا
إلى ضِدِّنا صرْنا لهُ أصبحَ الشَّرْحُ
فحتَّامَ يا ربَّاهُ قابيلُ نارُهُ
يظلُّ لها مِنْ صخْرِ قَسْوتِنا قَدْحُ
ونُنْكِرُ ما هابيلُ من ليلِ حَرْبِنا
شَكَا أنَّهُ منْ سِلْمهِ يولدُ الصُّبْحُ
إلى جبلِ الأحقادِ نهْدرُ خطْوَنا
ونغْفلُ أنَّ المُسْتويْ فوَقهُ صَفْحُ
وما أكبرُ الأصنامِ إلاَّ خلافنا
فهلْ عُمْرُ إبراهيمَ في دمنا رَدْحُ !
وهلْ كذبَ الحلاَّجُ حينَ بِسُكرهِ
حكى أنَّ إبراهيمَ هُوْ شرعُنا السَّمْحُ
وما سكنَ الإيمانُ مَنْ ما بِرأْفةٍ
تساقطَ ما مِنْ قلبهِ هزَّهُ نَوْحُ
وَذِي أرضُنا بينَ المحيطينِ دمعةٌ
على خدَّ طفلِ الطينِ يَصلُبها مِلْحُ
فهيْ مِثْلما ابْنُ العَبْدِ ضمَّ كتابَهُ
وسار .. حكايَاها نهاياتُها ذَبْحُ
فَدَكًّا على دَكٍّ عبرْنا ظِلالها
فلمْ ينجُ مِنْ إِرهابِ مِعْولنا صَرْحُ
ونحنُ سعاةٌ أنْ نكونَ حيَاتها
فكنَّا حروفَ الموتِ وهْي لنا لَوْحُ !
فَيَا أيُّها الأمساخُ منْ عُمْرنا اخْرُجُوا
فإنَّ لِكَيْلِ الصبرِ في مائنا طَفْحُ
ويا أيُّها الأطفالُ فينا تَمرَّدُوا
علينا فقدْ آنَ الأوانُ لِأَنْ تَصْحُوا
فما بِسوى ريحِ الطُّفولةِ فَائِحٌ
لإنسانِ هذي الأرضِ منْ حُبِّهِ رَوْحُ
وليس بغيرِ الحبِّ نكتبُ حُسْنَنَا
على صفْحةِ الدُّنْيا .. ولا قُبْحَنَا نَمْحُو
وأبْلَغ ما في الحبِّ غُفْرانُ طَعْنةٍ
على ضِفَّتيهِ لِلسَّلامِ انْحَنَى دَوْحُ
فَيَا طِفْلِيَ الغُصْنِيَّ مِئْذنةَ الحَشَا
تَسَلَّقْ .. وَللإنسانِ فَلْيَكُنِ البَوْحُ
لَهُ دَاخِلي قْلْ أَنْ يَصِيحَ يَصِيحَ : فِي
دَمِي لِحَمَامِ السِّلْمِ فَلْيَنْبُتِ القَمْحُ !
________________
محمد محمود الساسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق