( نفث الهوى ) من الكامل
ما لِلفؤادِ مِن الغزالةِ مهربُ
إنْ أسفرَتْ بِجمالها لا تُغلبُ
فرُمُوشها بينَ الجوانِحِ كالمُدى
واللَّحظُ نابٌ في الضُّلوعِ ومخلبُ
وعيونُها مِن نَرجِسٍ لكنَّها
مِن نظرَةٍ تُردي الفؤادَ وتُعطِبُ
والإحْوِرارُ بِطَرفِها نَفْثُ الهوى
في الرُّوحِ سِحرٌ في الحشا يَتسَرَّبُ
والوردُ يُجنَى مِن مُروجِ خُدودِها
ومِن اللَّمى الخمرُ المُعَتَّقُ يُسكَبُ
الزَّهرُ طيبٌ في الرِّياضِ وعطرُها
لكنَّما عَبَقُ الغوانِيَ أطيَبُ
يا ويحَ نفسي فالجَمالُ مُعَذِّبِي
نورٌ مُحيَّاها وثَغرٌ أشنَبُ
عوِّذْ نُهاكَ إذا تَبسَّمَ ثغرُها
إنَّ العقولَ مِن ابْتِسامٍ تُسلَبُ
أو عشْ بِمَسٍّ مِن جُنُونِ غَرامها
فَلَسوفَ تَشقَى في الجوى وتُعَذَّبُ
إنَّ الغرامَ بِلا اختِيارٍ في الورى
قَدَرٌ وليسَ عَنِ المُتيَّمِ يُحجَبُ
عشقُ الظِّبا طَبعُ السَّليمِ وفِطرَةٌ
في قلبهِ ألَمُ الصَّبابةِ يَعذُبُ
فإذا رأيتَ النَّاعِساتِ ولمْ تَهِمْ
أنتَ البلِيدُ إلى الشَّقاوَةِ أقرَبُ
خالد الشرافي - اليمن 26/10/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق