وحدة وحنين
أفتشُ عنك َمنذ الفجر ِ
أطلبُ أن أراكَ فلا أراك...
تحيُّرني بقايا من خيالات ٍهناك...
وتخنقُ عبرتي آهاتُ شوقٍ لم
يحرِّكها سواك....
بحقّكَ كيفَ غبتَ اليومَ عنّي يا ملاك...
أما أحسستَ قبلُ مدى غلاك..
أما أدركتَ كم بالأمسِ عذبني جفاك...
أحنُّ إلى صباحٍ باسم ٍ
أمضيتُه يوماً
تداعبُني يداك...
وفنجاني يقهقهُ ضاحكاً لما حواك ...
وعيني لا تفارقُ وجهكَ الفتانَ إذ
سرقَت عيوني وجنتاك...
أحنُّ إلى ضياعي في هواك ...
فتشرينُ الكئيبُ هنا يقطّع ُبسمتي
وهذا الصمتُ من حولي يعذّبُ مهجتي
متى تأتي لأخرجَ لحظةً من وحدتي
متى تأتي لأرقصَ مثلَ بعضِ العاشقين
وأسكب َمن نزيفِ القلبِ كأساً من حنين
وأجمعَ خلفَ مكتبتي عذاباتِ السنين...
لأحرقَها بقبلةِ عاشق ٍمحزون
وأنثرَها ببحرٍ من شجون
متى تأتي لترويَني
فأرضي اليومَ قاحلة ٌ
وبستاني بلا أزهار....
متى تأتي لتملأَ باحتي الأطيار ...
متى تأتي وتمسح ُهذه الأسوار...
لنمضيَ ما تبقّى من سويعاتٍ لنا
نتذاكر ُالأخبار....
ونزرعَ في حديقتنا الزهورَ
ونسقيَ الأشجار...
وإن حانت نهايتُنا
نبوحُ لبعضِنا
عن أخطرِ الأسرار....
ونترك هذه الأقفاصَ خاليةً
ونهجرُها إذا العصفورُ طار ... .
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق