عاشق عند المساء
وغزالة نفرت مساء في الافق
والشمس قد غربت وغيبها الغسقْ
والليل إذ أرخى عباءته لها
ملك على عرش الجمال وما وسقْ
قد كنت أعلنت الصلاة بوقتها
و بدأت في ترديد آيات العلقْ
لما بدت تمشي على استحيائها
و الوجنة الحمراء بللها العرقْ
فرأيت إذ لاحت بوادر حسنها
قمرا تغازله السماء قد اتسقْ
أيجوز أن ألقي عليك تحية
يا سيدي قالت بصوت مختنقْ
و تمايلت دلعا وقالت دلني
يا أيها المذهول من سحر العنقْ
كيف السبيل فإنني في حيرة
قد تهت في هذا الزحام على الطرقْ
وأنا تراودني الظنون وحيرتي
هل تهت حقا يا وريقات الحبقْ
فتقطرت خجلا وكادت تنثني
لولا استعاذي باسم ربي في الفلقْ
فأجزت في حكم الشريعة قولها
قد رخص الله لنا كي نتفقْ
جاذبتها طرف الحديث لساعة
حتى أبدد قاصدا بعض القلقْ
قالت سأترك في فؤادك غصة
سارت ومني القلب بالوجد احترقْ
ما كنت أعلم أنني مثل الذي
بالقش يمسك حين أدركه الغرقْ
حتى مضت وانا ألاحق طيفها
وتوارت الحسناء عند المفترقْ
ناديتها لا تتركيني حائرا
أرأيت شمسا في الشروق بلا شفقْ
لا تتركي الأقلام يقتلها النوى
سيجف فيها الحبر من دون الورقْ
بل أطلقيها في أصابع شاعر
حتى يعيد لك الزمان وما سرقْ
كي يرسم الدنيا قصيدة عاشق
لغزالة نفرت مساء في الأفقْ
بقلمي / حسن محمد الدقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق