غدير الأحزان
غدوتُ إلى الغدير لعلَّ دعداً
تطوفُ بهِ فأحزنني الغديرُ
فقلت : أيا غديرَ الحزن ِ مالي
أراها لا تطلُّ و لا تزورُ
و قلت ُ: أيا غديرُ أراك مثلي
فلا فرحٌ لديكَ و لا سرورُ
خلا منك الأنيس ُ فلا جليسٌ
اذا حضرَ المساء ُ و لا سميرُ
و أحزنني الغديرُ فلا شموسٌ
تشعُّ به ِ و لا قمرٌ منيرُ
و لا غصن ٌ يلوح ُ و لا ورودٌ
و لا عطرٌ يفوح ُ و لا عبيرُ
و أوحشني الغيابُ فلا مهاةٌ
تتيهُ بهِ و لا رشأ ٌ غريرُ
و أرَّقني السكونُ فلا حديثٌ
ـ و قد غابَ الرفاق ُـ به يدورُ
و أذهلني الوجوم ُ فلا غيومٌ
تحوم ُ به و لا مطرٌ غضيرُ
و عذَّبني الخواء فلا قطاة ٌ
ترفُّ بهِ و لا طيرٌ يطيرُ
فقلت : أيا غديرَ الحزن ِ قلْ لي
أبرد ٌ في ضلوعِكَ أم هجيرُ
و قلتُ أيا غديرَ الشوقِ قلْ لي
ألا أينَ السعادة ُ و الحبورُ
فما سمعَ الغديرُ شكاةَ قلبي
وأرّق مسمعي الصمت المريرُ
فويحك َ يا غديرُ أجر ْ فؤادي
فدعدٌ لا ترقُّ و لا تُجيرُ
و لي في حبّها قلب ٌ شغوفٌ
و لي من هجرها جنحٌ كسيرُ
فقال َ ليَ الغدير لعلّ حزناً
يكونُ وراءَهُ فرحٌ كبيرُ
و أخبرني الغدير ُ بأن َّ دعداً
إذا رضيت لها قلب ٌ نضيرُ
و بشَّرني الغدير غداً ستأتي
فيا بُشرايَ إن صدق البشيرُ
غيلان عامر
29/8/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق