الأربعاء، 29 أغسطس 2018

الشاعر أسامة الغبان .. يا حلوتي

يا حلوتي

قُلْ للمَليـحةِ إنَّ مَوتِـي مَـولـِدِي
فخُذِي بِطرفكِ إنّنِي لا أعتَدَِي

وخُذي الخِمَارَ فإنَّ حُسنَكِ سَاحِرٌ
سأعـيذُهُ مـِنْ شَـرِّ عَـينِ الحـُسّد

يـا حـلوتي إنِّـي ألـفـتُ صَـبابـةً
ونِكايَةً مـُـذ أن عَـرفتُ تَوجُّدِي

يا حلوتي قَد كَانَ حُبكِ مُنيةً
وهِدايَةً إنْ تُهتُ أمسى مُرشِدِي

يا حلوتي قَد كَان ثَغْرُكِ بَاسِمًا
ومـُعتَّـقًا كـالشَّهدِ مِنْ زَهرٍ نَـدي

لــكِنّها  الأيَّـامُ   تَأسـِرُ  فَرحَــةً
وتُـعِيدُ فــجراً لِـلظلامِ الأســـودِ

وأنــَا هُنا وحدِي أذُوقُ  صـَـبَابةً
وكأنَّـنـِي  دِرعٌ  بِكـفَّ  مُجَــاهِــدِ

لا تَحسَبِي أنِّي فُتِنتُ بِحـُسْنِكُمْ
إنِّـي عـلى نَـهــجِ الــنَبِيِّ مُحـمــدِ

أو تَـحسَبينَ بِأنَّ بُعدَكِ حُـرقَةٌ
أو حَسْرةٌ تُـركت بِـثَـغرِ تَنَهُّــدِي

يَا مُنيتِي  هَـل  تَعلمينَ  بِأنَّنِي
عَلَّقتُ  آمَالِيْ  بِبَابِ   الـمسـجِدِ

واجَهـتُ قِبـْلةَ خَالِقِي مُستقبلاً
ورفَـعتُ كَـفِّي مِنْ مَكان  تَعَبُّدِي

يَا رَبُّ إنَّ الـدَار َ يَسكنُهَا  الشَقَا
وأنَا شَرِيدٌ قَـدْ سَئـِمتُ  تَشَرُّدِي

مَا إن سمِعتُ الـثَّغْرَ يَشكُو هَـمَّهُ
إلا وفِي  عُمْقِي  يَزِيدُ  تَبـلُّدِي

يا حلوتي  قَلبِي المُضَرَّجُ تَائهٌ
فَدَعِيهِ فِي تِيـهٍ  ولا  تـَتَردَدِي

ودَعِي الغَرَامَ وكُلَّ أسبَابِ الهَوَى
"مَا كَانَ عِشْقُ المَرء يَوماً بِاليَدِ"

يَا حلوتي مًا عُدتُ أملِكُ فِي الدُنَا
إلا تَعاسَة حَالَة العـَيشِ الرَدِي

جَـفَّ المِـدَادُ وأُخفِـيَتْ عـَثَرَاتُهُ
حَتَّى كتَبْتُ مِنَ الدُمُوعِ قَصَائِدِي

إنَّ الحَيَاةَ بِدُون  صِدْق  مَشَاعِرٍ
ليلٌ   تَرَبَّع  فِي  رُبَانَا   سَرمَدِي

قُلْ للمَليـحةِ إنَّ مَوتِـي مَـولـِدِي
فخُذِي سلاحكِ إنّنِي لا أعتَدَِي

#أسامة_الغبان
29/8/2018م

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...