الاثنين، 13 أغسطس 2018

الشاعر د. فواز البشير .. على الجبل عرفت الحق

على الجبل عرفت الحق

قبلَ قليلٍ أذكرُ أني
كنت ًُمحاطا ًبالأكوان....
أذكرُ شيئاً عن شرنقةٍ
وأنا أبحثُ عن نافذةٍ
أبصرُ منها
لون َالشمس....
أسمعُ حولي بعضَ الهمس....
أخرجُ من بين ِالجدران ...
لأرى نفسي في الأكوان .....
فإذا بي طفل ٌيتدلى
وإذا بي في قمّةِ ضعفي
لست ُسوى قطعةِ إنسان ....
لا يعرف ُشيئا ًعن غدهِ
أو حاضره ِ
أو هل كانَ لهُ في الأمس
ظلٌّ يُذكر ُفي الأزمان ...

قالوا لي ما زلتَ صغيرا ٌ
فكتمت ُالصوت َبحنجرتي
ودفنتُ بكهفِ الوجدانِ صدى مسألتي
وبقيت ُأرواغُ أفكاري
أخفي نفسي
خلفَ حبالٍ من أسراري
ثم ّرأيتُ بأنَّ وجودي
نسمةُ شوقٍ في الوجدان.....
تصبح ُريحاً أو إعصارا ً
يقلب ُكلَّ هياكلِ عقلي
ويفجّرُها كالبركان....
لستُ مجرّدَ شبحٍ يمشي
في الطرقات.....
لي معنىً أكبرُ من جسدٍ
أصبحَ تملأهُ الآفات...
لا بدَّ لوعيي أن يكبرَ كي
يستوعبَ ما يخفى بينَ الكلمات.....

يأخذني عطشي لمحيطٍ من آلاء ...
حيثُ يغيبُ الحرف ُ
وتفقد ُمعناها الأسماء ...
حيثُ يصير ُالدمعُ كسيلٍ
وتذوبُ الروح ُبتيّارٍ من أصداء....
وأنين ٍيتصاعد ُفي الأرجاء .....
وحنينٍ كالنارِ تلظّى
ورجاءٍ من خلفِ بكاء.....
مكّةُ معنىً للإحساس....
بكّة تُبكي كلَّ الناس ....
وتصيرُ معادُننا فيها كالألماس....
وجد ٌكالماء ِالمتدفقِ
يرفعُ عن قلبِ الإنسانِ
أذى الأرجاس ....

أبحثُ عنكَ ببابِ البيت ِ
لعلي ألمحُ منكَ خيال ......
أبحث ُعنكَ وراءَ الحجرِ الباقي
رغمَ تهافتِ خلقِ الله ِعليه ِ
وأعلمُ أن َّوصولي حقا ًضربُ خيال....
أسعى حولَ البيتِ كطفلٍ
ضاعَ ويخفي ألفَ سؤال ...
أسعى بين جبالِ الشوق ِ
وأحرقُ نفسي باللوعات....
أركضُ  ملهوفا ًيسبقني
جسد ٌحُمِّل بالآهات...

وعلى الجبلِ تبدّى نور....
أشعرُ أن َّالحزنَ تبدّلَ في الإحساسِ
لفيضِ سرور ....
أشعر ُأنَّ مرادي أضحى جدَ قريب ...
أشعرُ أن َّالسر َّتكشّفَ
في الأزمان ِبثوبِ حبيب....
من كان َبعيداً عن روحي
صار َالآن َ
الآنَ قريب....
والثلجُ الرابض ُفي قلبي
صارَ هناكَ هناك َلهيب ...
فعرفتُ الحقَّ فقد لاح َ
لعينِ القلبِ بكلِّ وضوح....
أصبحتُ الآنَ بتقديري
نفحةَ روح ًًً.....
أصبحتُ الآن َبتقديري نفحةَ روح....

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...