مَنْ يزرَعُ الوردَ...
مَنْ يزرعُ الوَردَ في دَرْبي وَيَخْتَصِرُ؟؟!!
حُلْماً قَصِيّاً بِعُمقِ الرُّوحِ يَسْتَتِرُ
ساقَيتُهُ مِنْ جِمارِ الوَجدِ ما نَضُبَتْ
نِيرانُ شَوقي ولا ضَنَّتْ بِهِ العِبَرُ
قاسَمْتُهُ السُّهدَ ما غادَرْتُ نَجمَتَهُ
لَمَّا اعتَراها جنونٌ مَسَّهُ السَّهَرُ
داعَبْتُهُ بِرُموشِ العَينِ فانفَرَطَتْ
مثلَ الجُمانِ دُموعٌ خانَها الظَّفَرُ
فَصاحَ طيرٌ على الأضلاعِ متَّكِئٌ:
واضَيعةَ العمرِ لو غابُوا وما حَضَروا
تَقَدَّمُوا نَحْو قَلبي قَيْدَ أُنْمُلَةٍ
ثُمَّ استَفاقوا مِنَ الأشواقِ فانْحَسَروا
لَوَّحتُ بالقَلبِ حينَ الرَّاحلونَ نَأَوْا
وصاحَ وجدي: إلى المجهولِ قدْ عبَروا
فَطارَ بلْبُلُ أحْلامي إلى سَفرٍ...
ما أتعسَ الحلمَ إذْ يودي بهِ السَّفَرُ
فاصْبِرْ على الجرحِ لا تَنْطُرْ إِيابَهُمُ
قَدْ يُسْكِتُ الشَّوقَ ضَيفُ الطَّيفِ والصُّورُ
هُمْ خاتلَوكَ ورَشُّوا بَعدما رَحَلوا
نهراً مِنَ النَّزفِ ...ما حَسُّوا وما شَعَروا
بَقيِتَ وحدَكَ بالآلامِ مُتَّشحاً
رفيقُكَ الهَمُّ والأحزانُ والكَدَرُ
لاتَطلُبِ الماءَ يا عَطشانُ مِنْ بَشَرٍ
في شِرعةِ العِشقِ لاماءٌ ولا بَشَرُ
هانَتْ عَلَيْهِمْ عُهودٌ ما حَنَثْتَ بها
وَ مَزَّقوا العهدَ كَمْ خانوا وكَمْ غَدَروا
قَدْ يَفْجُرُ الماءُ مِنْ صَخْرٍ ومِنْ حَجَرٍ
فَهَلْ مِنَ الطِّينِ نَرْجوا الماءَ يا حَجَرُ
عُذراً أخا الجُرحِ إِنْ قيثارتي شَهَقَتْ
وَمَلَّني النَّوحُ والأَنَّاتُ والوَتَرُ
إِنَّا ضُيوفٌ وَ ريحُ العُمْرِ تُطْعِمُنا
مايزرَعُ الحزنُ أَوْ ما خَطَّهُ القَدَرُ
فاسْكُنْ أخا الحَرفِ لَنْ تَرتاحَ قافيَةٌ
على رؤاها يَحُطُّ القَهَرُ والخَطَرُ
فارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَستافَ تُربةَ مَنْ
في ساحَةِ الغِيِّ كَمْ جالوا وكَمْ قَهَروا
واعْرُجْ إلى الطُّهرِ وارْكَبْ فوقَ سابِحَةٍ
مِنْ مَعدِنِ النُّورِ حَيْثُ الحُبُّ يَزْدَهِرُ
بِتْنا على القهْرِ حُرَّاساً لِمَنْ سَحَقوا
فينا الأماني وسامونا فما اعتَذَروا
نُلَمِلِمُ الذَّنْبَ بالنَّهداتِ تَشْهَقُنا
وَنَطْلُبُ الصَّفْحَ مِمَّنْ عَهدَنا خَفَرُوا
فاهْرَعْ إلى الدَّمعِ لا (لُبنى) سَتُنْجِدُنا
وَ لا (جَميلٌ) وَ لا( ليلى) وَ لا (عُمَرُ)
إِلاَّ التَّصَبُّرُ عَنْ أطيافِ مَنْ عَبروا
وغادَرونا على الأشْواقِ نَحتَضِرُ
...ياسر فايز المحمد....سوريا-حماة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق