الخميس، 30 أغسطس 2018

الشاعر عارف عاصي .... يا رحلتي للعلا

يَـا رِحْـلَتِي لِلْـعُـلا
=========

وَاهـاً لِـدَمْعٍ جَرَى بِالقَـلْبِ مُـنْـحَـدِرِ
وَالعَيْنُ مِنْ شَوْقِهَا تَاقَتْ لـِذِي السَّفَرِ

فِي غُرْبَـةِ الرُّوحِ ضَاقَ الكَوْنُ أَجْمَعُـهُ
لا الوَصْـلُ سَعْـدٌ وَلا بِالبُعْدِ مِنْ سَمَرِ

يَا لائِـمِي قِـفْ وَ خَـفِّفْ مِنْكَ لائِـمَـةً
لا اللَّوْمُ يُـجْدِي فَلا لَـوْمٌ عَـلَى قَدَرِي

لا تَـسْـألَـنْ أَدْمُعاً بِالقَـلْبِ قَدْ حَفَرَتْ
كُـل الخُطُـوطِ كَمَـجْرَى المَـاءِ بالنَّـهَرِ

إِنِّي اشْتَـكَـيْـتُ وَ مَا بِالكَوْنِ مُسـْتَمِعٌ
مَا حِـيلَـةُ الـصَّبِّ في أَدْوَاءِ مُـسْتَـعِرِ

مَـا حِيلَـةُ القَـلْبِ وَ الذِّكْـرَى مُؤَرِّقَـةٌ
أَخَذَتْ بِسَمْع الهَوَى وَ العَقْل وَالبَصَرِ

إِنِّي اسـْتـَمَـعْـتُ مِـنَ اﻷَيَّـامِ عِـبْرَتَهَا
مَـرّْت وَ لَـمْ نَـعْـتَبِـرْ مِنْـهَا بِمُـعْـتَبَرِ

وَ كَمْ زَجَـرْتُ فُـؤَادِي عَـنْ شَـوارِدَهَا
فَـعَـانَـد العَقْـلُ لَـمْ يَعْـقِلْ بِـمُـنْزَجِرِ

أَفْرَغْتُ كَاسِي عَلَى شَفَتِي فَوَا اَسَفَىَ
أَلْـهَـبْتُ قَـلْبِي وَ مَا أَشْفَى بِمُـخْـتَمَرِ

ضَجَّتْ بِـقـَلْبِي شُجُونٌ لا احْـتِوَاءَ لَـهَا
وَ الـهَـمُّ فِي إِثْـرِهَـا شـَدْوٌ بِـلا وَتَـرِ

يَا رَائِـعَ اللَّحْنِ صُبَّ اللَّـحْنَ فِي أُذُنِي
وَ رَجِّعْ الصَّوْتَ خَفِّفْ فِيهِ مِنْ سَهَرِي

يَا مَنْ عَلَى العَهْدِ كَمْ بِالوَعْدِ مِنْ ذِمَمٍ
وَ كَمْ عَلَى العَـهْدِ مِنْ غَـاوٍ وّمِنْ غَدِرِ

أَبِـيتُ فِي لَـيْـلَةِ الأَشْـوَاقِ مُـؤْتَـزِراً
رُوحاً مِنَ الصَّـبْرِ عَنْ قَـلْبِ مِنَ الحَجَرِ

زَرَعْـتُ وَرْداً بِـبُسـْتَـانِ الهَوَى عَطِـراً
فَـأَنْـبَـتَ الوَرْدُ شَـوْكـاً فَـاتِـكَ الأَثَـر

وَ بِـتُّ أَشْـدُو بِـلَـيْـلٍ مُـقْـمِـرٍ أَلِــقٍ
فَـأَهْدَرَ اللَّـيْـلُ شَدْوِي مُظْلِماً قَمَرِي

وَ لَسْـتُ أَنْـعِي عَلَى الدُّنْـيَا جِـنَـايَتَهَا
مَا هَـزَّنِي خِـزْيُـهَا قَدْ عِشْتُ بِالغُـرَرِ

مَاذَا أَقُـولُ وَ ذَا دَهْـرِي يُـعَـانِـدُنِـي
وَالقَلْبُ فِي رِحْلَتِي قَدْ مَلَّ مِنْ سَفَرِي

بَسَطتُّ كَفَّ المُـنَى والرُّوحُ تَسْبِقُـنِي
يَـا رِحْـلَتِي لِلْـعُـلا عِيشِي مَعَ الظَّفَرِ

كَالنَّـسْرِ أَحْـيَا عَلَىَ الأَكْوَانِ مُرْتَـفِـعاً
مَا هَـمَّنِي مِنْ جَرِبحِ العَـزْمِ مُـنْـكَسِرِ

أُحِـيـطُ كَـوْنِـي بَـأَجْـنِـحَـةٍ مُـعَــزَّزَةً
بِالحَـقِّ وَ النُّـورِ لا أَهْـوِي مَعَ الخَوَرِ

فَـإِنْ تَعَـاوَتْ ضِبَـاعُ الكَوْنِ أَجـْمَـعُهَـا
فَـلْـتَنْـتَفِخْ كُـلُّـهَـا تَـأْْوِي إِلَـىَ الحُفَرِ

وَ ضَعْـتُ لِلْقَـلْبِ دُسـُتُوراً عَلَى ثِـقَـةٍ
نُـوراً وَ حَـقّـاً هُـدَىً أَحْـيَـا بِـلا كَـدَرِ

فَـكُنْ أَبـِيّـاً وَ لا تَـخْـضَعْ لِـذِي طَـمَعٍ
لا يُـكْرِمُ العَهْدَ مَنْ قَدْ خَافَ مِنْ خَطَرِ

و دَعْ سَفَـاسِفَ ذَاكَ الكَوْنِ أَجْمَـعِهَـا
وَكُـنْ كَبِيراً عَـلَى الأَحْـدَاثِ والصُّـوَرِ

لا تَـأَبَـهَـنْ لِـلَّـذِي بِـالغَـدْرِ مُرْتَـكِسٌ
سّيَـشْـرَبُ الكَـأْسَ حَـتْماً بَـاءَ بَالضَّرَرِ

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...