تَأَمُّـــــــــــــــــلات
قلبي لعِزِّكَ يخـشَـــعُ ...... وَلَك الجــوارحُ تَخـضَــــــعُ
يا مَن وَعَـتْهُ مَسـامِعي ...... في كـلِّ صَوْتٍ يُـسْـمَـــعُ
يا مَـنْ رأَتْهُ بَصـيرتي ...... في كلِّ نُورٍ يَـسْـطــــــــعُ
في الشمْسِ إمّا أَشرَقتْ ...... والبدرِ إمّــــــا يَـطْـلَـــــعُ
في كلِّ وَجْــــهٍ مُـشْرقٍ ...... نَـضِرٍ تَجَـلّى المُبْـــــدِعُ
في الزَهرِ يَبْسِم للـنَدى ...... وأَريجُهُ يَتَضــــــــــــوَّعُ
في كلِّ غُـصْـــنٍ مُزْهِرٍ ...... فوق الرُبا يَتَرَعْــــــرعُ
في الطَيرِ يَـغْـدو جائعاً ...... ويَروحُ إمّا يَـشْبَــــــــــعُ
فَـتراهُ يَـشْدو داعـيــــاً ...... فوق الغُـصونِ يُرَجِّــــــعُ
كلٌّ دَرى تَـسْـبـيـحَــهُ ....... ولِربِّهِ يَـتَـضَــــــــــــرَّعُ
* * *
يا رَبُّ هذي الكَهْرُبا ......... ءُ فمَنْ تُراهُ المَنْبَـــــعُ؟
ما سِـرُّ أَمواجِ الأَثيــ .......ــرِ وكيف صارتْ تُـسْمَعُ
ما المَغْنَطيسُ، إلهَـنــا؟....... أَنّى يَـشُدُّ ويَدفَـــــــــعُ؟
والنَفسُ،ما هو كُنْهُها؟ ...... أَنّى تُحِبُّ وتَجْـــــــزَعُ؟
والرُوحُ، عندَك سِرُّها ....... أَنّى تَموتُ وتُـصــرَعُ
وتُسَرُّ في أَسفارِهــــــــــا ....... في الحُلمِ أو تَتَوجَّعُ
والقلبُ ،هذا عاشـقٌ ....... دَنِـفٌ ، وهــذا مُوجَـــعُ
والنَبْضُ مَـبْـــــــدأُ أَمْرِهِ ....... أَنّى ... وأَنّى يُقْطَعُ؟
وحَقيقةُ الأَنفاسِ، مَنْ ....... يُعْطي الحياةَ ويَمنَـــــعُ
والعــينُ أَنّى أَبْصرَتْ؟ ....... وعَلامَ، ربّي، تَدْمعُ؟
أَنّى تَشُـمُّ أُنوفُـنـــــــــا؟ ....... والأُذْنُ كيف تَسَمَّعُ؟
والطَعْمُ،كيف يَميزُهُ ....... هذا اللّسـانُ المُبْـــــدِعُ؟
والعَقْلُ؛أَعْجَبُ خُلقَةٍ ....... في الكونِ،جلَّ المُـودِعُ
يا رَبِّ كونُكَ واســـــعٌ ....... لكنَّ عِـلْمَـكَ أَوْسَــــعُ
أَيْقَنْتُ أَنَّكَ قـــــــــادرٌ ....... وإلى عُــلاكَ المَرْجِـعُ
* * *
يا رَبُّ ما هذي النُجو.........مُ السـابحاتُ إلى أجَلْ؟
يا رَبِّ ما تَعـــدادُها؟ ....... حَيَّرْتَ فيها مَن عَقَـــلْ
كم في المَجَرَّةِ أَنْجُمٌ ........ عِـقْدُ الجَمَالِ بِها اكْتمَلْ
يا رَبِّ ما أَبْعــــــــادُهُ ....... هذا الفَضاءُ،وكم حَمَلْ
كـم زَيَّنَتْهُ كواكبٌ ........ كم في الكواكبِ مِن جَدَلْ
كـلٌّ جَـرَى بِمَدارِهِ ....... مُــذْ كان فـيـــــه ولم يَزَلْ
وَقَّــــــــدْتَها فَتَلأْلأَتْ ...... في الليلِ، أَبْهَرَتِ المُقَـلْ
هـذا تَغنّى بالسُها ......... وسِواهُ أَذْهَلــــهُ زُحَـــــــلْ
كم ضَلَّ فِكِّيرٌ بها ...... فـــدَعــــا بِها ولهــــا ابْتَهـلْ
عُبِدَتْ وأَنتَ بَديعُها ...... جلَّ الإلــهُ بمــــــا فَـعَـــلْ
* * *
مَولايَ أَلْهَمْتَ الكَنارْ ....... والحُوتَ في قاعِ البِحــارْ
وأَجَبْتَ كلاًّ بالــــذي ...... يدعوكَ من حيثُ اسْتجارْ
كم من بِحارٍ ماؤهــــا ....... مِلحٌ وحُلْوٌ في جِــــــوارْ
وسَمِعْتَ في أحـشائها ..... شكوى الصِغارِ من الكبارْ
أَبـصـرْتَ في ظُلُمَاتِـها...... فالليــلُ عـنــدَك كالنَهارْ
ورَعَـيْـتَ فـيـها أَنفُسـاً ...... عَـدَّ الرمالِ من القِفــــارْ
أَبْـــــدعْـتَ أَلواناً بها ...... تفكيرُ أَهـلِ الفِكرِ حــــارْ
لم يُحْصِـهـــا إلاكَ يا ...... مَن علمُهُ،أحْصى الغُبـارْ
* * *
والنحْلُ قد عَلَّمْتَـــهُ ....... جَنى الرحيقِ من الزُهـورْ
والنَمْلُ أَنْتَ رَفَدْتَـهُ ....... بالـرِزْقِ في عُمْقِ الجُحورْ
سِيّانِ عندكَ رِزْقُـها ...... رَبّي ، وأَرْزاقُ النُـســــورْ
هذي الخَلائقُ بَعْضُها ..... يَبْغي على بَعْضٍ،يَجورْ
لكن بِعِلْمِــــكَ دونمـا ...... شَــكٍّ فأنتَ بِهـا بَصــــيرْ
ما سِرُّ هــذا ،رَبَّنا ؟ ...... أَنَّى وأَنتَ لها النَصـــــيرْ
قـد حُيِّرتْ أَلْبابُنا ............. في ذلِكَ السِرِّ الخَطيــرْ
ضَلَّتْ عُقُولُ ذوي النُهى ..... أَنتَ العَليمُ بِنا الخَبيرْ
رُوحٌ على روحٍ بَغَتْ! ...... هذا لَعَمْري ما يُثيـــــرْ
مَـوْلايَ أَمْـرُ ك بالغٌ ......... أَنْتَ المُهَيْمِـنُ والقَديـرْ
يا رَبِّ حِكْمَتَك الّتي .......... أَوْدَعْتَها طَيَّ الصُدورْ
وامْنٌنْ علينا بالهُدى .......... واغْفِرْ لنا يومَ النُشورْ
                    
                        * * *
عبد القادر الأسود
 
  
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق