الاثنين، 14 مايو 2018

الشاعر بنان البرغوثي .. مفتاح الدار

مفتاح الدّار

طالَ الغيابُ وذابتِ الأبوابُ
مفتاحُ بيتي في اللُّجوءِ سَرابُ

تبقى الدِّيارُ دِيارَنا مهما جرى
ويغورُ مُحْتَلٌّ وَيُكْسَرُ نابُ

مهما بَنَيْتُمْ يا (إِفَنْكا ) فالحمى
يبقى حِمانا والعِدى سَتُصابُ

مهما ادَّعَيْتُمْ حَقَّ صُهْيونٍ بِهِ
زورا ستحمي قُدْسَنا الأطيابُ

قسَما أيا مِفتاحُ أنتَ وثيقتي
لو نامَ أعْرابٌ تَهُبُّ شَبابُ

لِتُعيدَ مَجْدا غَيَّبَتْهُ أراذِلٌ
مِنْ جَلْدَتي للمُجْرِمينَ حِسابُ

ولسوفَ نَصْهَرُ بالرَّصاصِ قُيودَهُمْ
وتكونُ للوطَنِ السَّليبِ قِبابُ

مهما اسْتَقَيْنا مِنْ ينابيعِ الجفا
سيكونُ فَجْرٌ فالسِّجالُ رِحابُ

سبعونَ عاما ما اسْتَقَرَّ قَرارُنا
بالهَمِّ مَغموسٌ بِهِ إضْرابُ

كمْ خُضِّبَتْ بدِمائنا أنحاؤُهُ
فالفَجْرُ عادَتُهُ هَواهُ خِضابُ

مِفتاحُ داري شاخَ منْ طولِ المَدى
أينَ المُدى والنّارُ يا أحبابُ

ماتَتْ قُلوبُ النّاسِ والحَقُّ انْطَوى
واشْتاقَ أشجارَ الخَليلِ سَحابُ

مالي أرى النَّخْلاتِ في وادِ الغَضى
ذَبْلى تنادي هلْ يجيءُ رِضابُ

أمْ أنَّ أبناءَ العُروبةِ في الخَنا
طابَتْ لهُمْ مَهْدا يَظَلُّ ضَبابُ

سَيَشاءُ ربّي يا (تِرَمْبُ ) وينجلي
ظُلْمُ الأعادي والحِمى سيُهابُ

مهما افْتَتَحْتُمْ منْ سفاراتٍ هنا
فالنّاسُ ظَمْأى والدِّماءُ شَرابُ

ستُطيحُ في وَكْرِ الكِيانِ جحافلٌ
تهوي الشَّدائدَ والكِيانُ خَرابُ

جيرانُنا إخْوانُنا في صَحْوَةٍ
بَعْدَ التَّحَرُّرِ قدْ يَحينُ إيابُ

إنْ طالَ هَجري للمَنازِلِ في الحِمى
ما بَعْدَ ضيقي تُفْرَجُ الأبوابُ

مِفتاحُ بيتي ما غَفِلْتُ ولو سُهىً
عنْ ساحةٍ بِفِنائِهِ تُنْتابُ

الشاعر بنان البرغوثي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...