. (((جريح الهوى)))
مَنْ يَسْأل اللّيْلَ عَنْ شوقي وعَنْ أمَلي
وعَنْ هِيَامِيْ وعَنْ حُبِّيْ وعَنْ غَزَلي
مَن يَسأل اللّيلَ عَنْ آهاتِ نَافِذَتِيْ
كَمْ بت أرقُبُ آثاراً مِن الإبلِ
مَنْ يَسألِ اللَّيلَ عَنْ بَيْدَا ومُرتَحلٍ
وعَنْ حَبِيْبٍ أطَالَ البُعْدَ لَمْ يَصِلِ
مَنْ يَسألِ اللَّيلَ عَنْ ألوَاح قَدْ علقَتْ
فِيْ مَعبرِ الهَجرِ فِيهَا أعذَبَ المُثَلِ
مُذْ أنْ فَقدتكِ والأطيَافُ تَنْهَرُني
حَتّى دُمُوعِي تَشَظّتْ فِي صَدَى السُبلِ
أهديتُكِ الحَرفَ والأشعَارَ أجْمَلهَا
ونَظَمتُ فِيكِ كِتاباً صيغ من حُللي
أهديتُكِ الوَردَ والأزْهَارَ ﻻ امْرأةٌ
نَالَتْ وأُعْطَتْ مَثِيلا مِنَهُ مِنْ رَجُلِ
وإذَا نَظَرتُ إلى عَيْنَيْكِ قُلتُ هُنا
يَنْزاح هَمِّي ومأسَاتِي كذا عِلَلي
لكِنَّكِ اليَومَ عَشراً بَلْ تَزِيدُ وما
أوفَيتِ عَهداً ولا روحاً لهَا تَصِلِ
أرسَلتِ لِيْ كلِمَاتٍ كُلّهَا وجعٌ
ألقَيتِ سِحراً مِنَ الأوهامِ فِي الطَلَلِ
ليْلِي يَسِيرُ بِدَربٍ بِتُّ أحسَبُهُ
حُلما قَريبا ولكِنْ بَاتَ فِي زَللِ
بِلاَ ودَاعٍ ولا وعدٍ قَدِ ارتَحلتْ
واختَارتِ البُعدَ مِثْلُ الأرضِ عَن زُحَلِ
تَأبَى الدِيَارُ أيَا "ليلى" مُؤانَستِي
مَا عُدتُ أسْكُنُ إلا أسْفَلَ الجَبَلِ
مَا بُحْتُ يَومَاً بِأسرَارِيْ لِفَاتِنَةٍ
ولنْ أنُوح بِأوجَاعِي ولا عِلَلِيْ
مَا عُدْتُ أرْقُبُ أشْوَاقِي! فقد هدمت
إنِّيْ دَهَانِيْ جُنُونٌ يَحْتَويْ مَلَلِيْ
مَا عُدتُ أروِيْ فُؤادِيْ مِنْ مَآرِبكُمْ
ﻻ لَسْتُ مَنْ يَرتَوِيْ مِنْ قِلّةِ الوَشَلِ!
مَا كُنْتُ أحسَبُ أنِّيْ فِيْ الهَوَىْ هَزِلاً
قَدْ تُهْتُ فِيْهِ وفِكرِيْ اليَومَ لَمْ يَصِلِ
مَا كُنْتُ أحسَبُ أنِّيْ فِيْ الهَوَى خَبَرٌ
يُقَالُ عَنهُ جَرِيحُ الحُب والغَزَلِ
مَا كُنتُ أحسَبُ أنِّي أشتَكِي أحَداً
وﻻ أنوح بِسِرٍّ لستُ بِالنَذلِ
أشْكَوكِ مَنْ؟ وفُؤادِي ﻻ تُفَارِقُهُ
أنغامُ شوقٍ أﻻ فَلتقرَإيْ جُمَلِي
أشْكوكِ مَن؟ وسُكُوتِي آه مِنْ وجَعٍ
أمُ كيفَ أبقَى وحِيداً رَاكِبَاً سُبُلِيْ
ﻻ بَأسَ أن تَقطَعِي وصلِي وتَعْتَذِرِيْ
لِلَّيْل... أمَّا أنَا حَتماً فَذا أجَلِي
ﻻ تَسْألِي فَفُؤادِي كُلهُ وجعٌ
أنَا جَرِيحُ الهَوى يَكفِيْكِ فَانْعَزِلِي
#أسامة_الغبان
2/5/2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق