الخميس، 3 مايو 2018

الشاعر بنان البرغوثي .. بلا حرج

مشاركتي

بلا حَرَجِ

في هَدْأَةِ اللَّيْلِ عِنْدَ الفجرِ والبَلَجِ
تَدافَعَتْ صُوَرٌ تشتاقُ للفَرَجِ

فانْتابني أرَقٌ واجْتاحَني عَرَقٌ
وَشَدَّني غَرَقٌ في غَصَّةِ اللُّجَجِ

في الشامِ مجزرةُ والقُدْسُ مقبرةٌ
والعُرْبُ مُخْبِرَةٌ جَهْرا بلا حَرَجِ

ماتتْ شَهامَتُهُمْ زادتْ شَماتَتُهُمْ
راحتْ إرادَتُهُمْ يا لَوْعَةَ المُهَجِ

دُقَّتْ منازلُنا والغَرْبُ نازَلَنا
مِنْ بَعْدِ عِزَّتِنا صِرْنا بِمُنْعَرَجِ

والوَقْتُ يأْخُذُنا والنّاسُ تَحْظُرُنا
بالدّينِ قُوَّتُنا قَطَّعْتُمُ وَدَجي

هُبّوا فَإخْوَتُكُمْ ذُخْرٌ لفِتْيَتِكُمْ
ضاعتْ مَهابَتُكُمْ أطْفَأْتُمُ سُرُجي

غَيَّرْتُمُ سِيَرا كانتْ لنا عِبَرا
واخْتَرْتُمُ خَوَرا ذي قِمَّةُ العَوَجِ

يا إخْوَتي تَأَدٌ والحِقْدُ مُتَّقِدٌ
جِدّوا لِمُتَّحَدٍ من قَبْلِما هَوَجي

فالهرْجُ في دَعَةٍ والمَرْجُ في جِعَةٍ
والقلبُ عِلَّتُهُ منكمْ وذي حِجَجي

العقلُ كالرَّوْضِ إنْ أسقيْتَهُ انْفَتَقَتْ
منهُ الزُّهورُ بأنواعٍ منَ الأرَجِ

فهوَ الكتابُ صُحَيْفاتٌ مُهَذَّبةٌ
منْ أيِّ نبْعٍ ترى إنْ تَرْوِهِ يَلِجِ

فاخْترْ مَناهِلَ للأذهانِ سامِقَةً
تسمو بها فَلِذاتُ الروحِ والمُهَجِ

واحْذَرْ مَنافِذَ للشَّيْطانِ ساخنَةً
تهوي بها كَرُكامٍ سُلَّ منْ وَدَجِ

مَنْ يزرعِ الوَرْدَ يَقْطُفْ منْ أزاهِرِهِ
زَهْرا نَدِيًّا وهذا النَّهْجُ مُنْتَهَجي

أخلاقُنا صُوَرٌ عنْ سيرةٍ سُبِكَتْ
منْ دينِنا أُخِذَتْ تخلو منْ العِوَجِ

بُسْتانُنا يبِسَتْ أوراقُهُ ظَمِئَتْ
والماءُ يَمْلَؤُهُ منْ غَمْرَةِ الهَرَجِ

تعنيكُمُ ثِقَتي أوراقُ حافظتي
منْ روحِ مُعْتَقَدي أنجو منَ المَرَجِ

عِلْمي سَأَحْفَظُهُ بالجِدِّ أصْقُلُهُ
غَذَّيْتُهُ نَصَبي تَقْوى بهِ سُرُجي

يا قومُ ما بِكُمُ بـِ ( اقْرَأْ ) كتابُكُمُ
قدْ جاءَ خَيْرُكُمُ بالمُرْتَقى الثَّبِجِ

الشاعر بنان البرغوثي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...