وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا
_____________________________
ياصاحبَ العقلِ بعتَ العقلَ والرَّسنا
من كان مثلَك يشكو الضَّعفَ والوهَنا
الله يُعليكَ فوق الخلقِ منزلةً
و أنت ترخصُ نفساً حزتَها ثمنا
بنعمةِ العقل فقتَ الخلقَ مرتبةً
وبينهم كنتَ عند الله ممتَحَنا
يا صاحبَ العقل نعمَ الذُّخرُ تملكُه
لا تأمننَّ به من ليس مؤتمَنا
ما كلُّ من قال إني قائدٌ علمٌ
أعطيه عقلي وأسعى في رضاه أنا
عقلي به أهتدي شطَّ الأمانِ وفي
بحرِ الحياةِ أقودُ الموجَ والسُّفُنا
وفيه أختبرُ الأيّامَ أفحصها
وأدركُ الحقَّ والبطلانَ والفِتَنا
لا أرتضي ومعي عقلي سواه هدى
ولست أعبدُ من بين الورى وثنا
مثلَ الشِّياهِ التي سارت بغير هدى
يقودُها من لها قد أطربَ الأذُنا
ولا إمامَ أرى كالعقلِ أسألُه
دربَ الهدايةِ أو أبلو به الزَّمنا
رأيتُ طفلاً أتى للفيل يسحبُه
فقلتُ عقلُ الفتى للفيلِ قد رَهَنا
لو يدركُ الفيلُ ما للعقلِ من شرفٍ
لقلَّةِ العقلِ كان الفيلُ قد حزنا
لكنّما الفيلُ حين العقلُ جانبه
أمامَ طفلٍ صغيرٍ عاقلٍ وهنا
فكن كطفلٍ و ذا لبٍّ تحزْ شرفاً
ولا تكن مثلَ فيلٍ - جاهلا - بدنا
وارسم بعقلكَ درباً أنت تسلكه
حرّاً وغيرَ مَقودٍ نابهاً فطِنا
أذوبُ حزناً على الأحرارِ في بلدي
يقودهم ثلَّةٌ ليسوا من الأُمَنا
خاضوا بهم بحرَ تيهٍ لا قرارَ له
في لجِّه ركبوا الأهوالَ والمحَنا
واستعملوهم وقوداً في مناصبهم
فضيَّعوهم وكانوا ضيَّعوا الوطنا
ماذا لمن سلَّمَ الأغيارَ مقوَدَه
غيرُ النّدامةِ فيها يجرعُ الحزَنا
قد أعملَ العقلَ قومٌ فاستبانَ لهم
دربُ الهدايةِ فيه أدركوا السَّكنا
وسلَّمَ الغيرَ أقوامٌ عقولَهم
فضلَّ ساعيهمُ فيما سعى وجنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق