الغوطة
ماذا أقولُ وماذا يكتبُ القلمُ
والرّوحُ نائِحةٌ قد هدّها الألمُ
والقلبُ يرجِفُ في الأضلاعِ مرتعشًا
والدّمعُ يُذرفُ في الأجفانِ يحتدِمُ
تلك الديارُ ديار العُربِ خاويةٌ
ماعاد فيها لغسلِ العارِ معتصِمُ
ماعادَ فيها من الأصحابِ ننشدُهُ
فالساح مُقْفرَةٌ… والجمعُ منهزِمُ
ياأمة برداء الذلّ قابعة
إنْْ راحتِ الشّامُ لا لنْ ينفعَ النّدمُ
فغوطة الشّام قدْ صاحَتْ حرائرُها
بالصّمتِ تُذبحُ لا أهلٌ ولا ذِمَمُ
لنْ يُغلبَ الجمعُ إنْ لله عودتهمْ
برايةِ الله ياقاداتنا اعْتَصِموا
إنَّ الدّماءَ التي سالَتْ بتربتِها
حتمًا ستولدُ من إروائها الهِمَمُ
ويزهرُ الدّم أشبالًا وألويةً
ويحمل السيفَ مقدامٌ ومُنتَقِمُ
وتلبسُ الغوطةُ الخضراء بُردتها
فيعبقُ الوردُ والنّسرينُ يبتَسِمُ
ويسطعُ الحقُّ في أرجائها علمًا
ويغرقُ الباطلُ الأعمى وينهَزِمُ.
أدهم النمريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق