#الشهيد
--------------
إنَّ الـشّـهـيـدَ ســمـا و الـــدّمُّ يـنـسـكبُ
و مــنْ لَـظَـى دمــهِ الـشّـيطانُ يَـرتـعبُ
يـسري و يـجري بـريحِ المسكِ منتشياً
فــتـفـرحُ الارضُ بـالـحـنَّـاءِ تَـخـتـضبُ
وإن عَــلا ، تـخـتفي الأقـمارُ فـي ظُـلَمٍ
و تخجلُ الشّمسُ و النّجماتُ و الشّهبُ
و إنْ خَـبـتْ لـمـعةُ الـعـينينِ فـي مُـقلٍ
فـلـمـعةُ الـــروحِ فــي الـعـلياءِ تـلـتهبُ
أعـطى الـعطايا و ضـحّى بـالدما كـرماً
يــرجـو ثـوابـاً و عـنـد الـلّـهِ يـحـتسبُ
نــادتــه أرضٌ فــلـبّـى صــرخـةً أســـداً
فـمـا اسـتـكانَ و ذاكَ الـحـقُّ يُـغـتصبُ
يـشـقُّ صــفّ الـعـدا سـهـماً بــلا وجــلٍ
و فــي الـوغـى أَسَــدٌ مــا نـالـهُ وصـبُ
و الــرّمـحُ فـــي يـــدهِ لـلـغـدرِ يـطـعنُهُ
و الـغدرُ مـن طـعنهِ في الصّدرِ ينتحبُ
يـسـابقونَ الــردى و الـموتُ مـقصدُهم
مــأواهُـمُ جــنّـةُ الــفـردوسِ لا عـجـبُ
فــي جـنَّـةِ الـخُـلدِ سُـكناهمْ إذا رَحـلوا
يــا بـخـتَ مــنْ يـنـتقيه الـلّـهُ يَـنتخبُ
مــع الـنـبيّينَ فــي الـعـلياءِ مـحـشرُهُمْ
لـحـزبِـهم فــي جـنـانِ الـلّـه فـانـتسبوا
و عــنــد بـارئـهـم أحــيـاءُ مـــا قُـتِـلـوا
فـي الـقبرِ لا يـعتري أجـسادَهمْ نَـصَبُ
و فــي الـقـلوبِ لـهـمْ نـقـشٌ ذكــا أبـداً
فـي لـوحةِ الفخرِ و الأشرافِ قد كُتبوا
نـبـكـيهمُ و الـبـكـا شــوقـاً بـــلا حَـــزَنٍ
فـهـمْ الــى الـلّـهِ شّـدوا رحـلَهُمْ ذهـبوا
و الـنّـفسُ فــي سـابعِ الـعلياءِ مـسكنُها
تـسـري فـتـبكيهمُ الـغيماتُ و الـسُّحبُ
حسان يوسف ـ سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق