عبير القوافي :
فاضتْ دِنانُ الشّعْرِ في نبْضي شذًا
فطفِقْتُ أغْرِفُ من رحيقهِ غرْفا
ألقيتُ دلْوي في غِمارِ عبيرِها
فَجَنى زُلالا عابقا و مُصَفّى
سَكَنَ العبيرُ على جِدارِ مواهِبِي
وَ زَها القصيدُ منغّمًا و مقفّى
و سَرَتْ أهازيجُ الأماني في دَمِي
و انْهالَ لحْنُ الحُبّ يعْزِفُ عزْفا
ما هذه الأشْذاءُ تنْضَحُني بنفْحٍ
من عبيرٍ في الجوارحِ رفَّا؟
ما هذه الانْوارُ تكْسُوني غِلا
لاتِ الضّياءِ عنِ النّسائم شفَّا؟
ما هذه الانْسامُ ترْوي خافقي
و تَلُفُّ روحي بالنَّقاوةِ لفَّا؟
شابتْ ذوائبُنا بثلْجٍ ناصِعٍ
و القلبٌ نبْع بالصبابةِ هفَّا
و العُمْرُ في فيْء القوافي ينْتشي
يجْني البدائعَ في الخَمائلِ قطْفا
فنَسيتُ عهْدا حين كان النبْضُ مَسْخا
من جَوى الأوْجاعِ ينْزِفُ نزْفا
و الحَرْف يرْجُفُ من صَقيع ذُبالتي
يُهْدي لحبْري في اليَرَاعةْ خوْفا
و العجْزُ يُزْهرُ في كُفوفِ أناملي
و العُقْم ُيذبحُها و يمشق سيْفا
أيَّامَ كان النبْضُ في رَفِّ السُّباتِ
مُحَنّطا و منَ المواجعِ سفَّا
أيَّامَ كاد الحَرْفُ يغْرقُ في الرَّدى
غولُ الأسَى أهْدَى إليه الحَتْفا
و اليوْمَ في مرْج القوافي أرْشُفُ
الأنْغامَ من ثغْرِ الأقاحي رشْفَا
يختالُ نبْضِي هائمًا و مُتيَّما
فأصُوغ ُفي عشْق الصّبابةِ حرْفا
تتناسَلُ الأحْلامُ في رَحِمِ الهوى
و الحرْفُ يُضْحي في الأناملِ ألْفاَ./.
((سعيدة باش طبجي-تونس))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق