الأربعاء، 24 يناير 2018

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. عبير القوافي

عبير القوافي :

فاضتْ دِنانُ الشّعْرِ في نبْضي شذًا
فطفِقْتُ أغْرِفُ من رحيقهِ غرْفا

ألقيتُ دلْوي في غِمارِ عبيرِها
فَجَنى زُلالا عابقا و مُصَفّى

سَكَنَ العبيرُ على جِدارِ مواهِبِي
وَ زَها القصيدُ منغّمًا و مقفّى

و سَرَتْ أهازيجُ الأماني  في دَمِي
و انْهالَ لحْنُ الحُبّ يعْزِفُ عزْفا

ما هذه الأشْذاءُ تنْضَحُني بنفْحٍ
من عبيرٍ في الجوارحِ رفَّا؟

ما هذه الانْوارُ تكْسُوني غِلا
لاتِ الضّياءِ عنِ النّسائم شفَّا؟

ما هذه الانْسامُ ترْوي خافقي
و تَلُفُّ روحي بالنَّقاوةِ لفَّا؟

شابتْ ذوائبُنا بثلْجٍ ناصِعٍ
و القلبٌ نبْع بالصبابةِ هفَّا

و العُمْرُ في فيْء القوافي ينْتشي
يجْني البدائعَ في الخَمائلِ قطْفا

فنَسيتُ عهْدا حين كان النبْضُ مَسْخا
من جَوى الأوْجاعِ ينْزِفُ نزْفا

و الحَرْف يرْجُفُ من صَقيع ذُبالتي
يُهْدي لحبْري في  اليَرَاعةْ خوْفا

و العجْزُ يُزْهرُ في كُفوفِ أناملي
و العُقْم ُيذبحُها و يمشق سيْفا

أيَّامَ كان النبْضُ في رَفِّ السُّباتِ
مُحَنّطا و منَ المواجعِ سفَّا

أيَّامَ كاد الحَرْفُ يغْرقُ في الرَّدى
غولُ الأسَى أهْدَى إليه الحَتْفا

و اليوْمَ في مرْج القوافي أرْشُفُ
الأنْغامَ من ثغْرِ الأقاحي رشْفَا

يختالُ نبْضِي هائمًا و مُتيَّما
فأصُوغ ُفي عشْق الصّبابةِ حرْفا

تتناسَلُ الأحْلامُ في رَحِمِ الهوى
و الحرْفُ يُضْحي في الأناملِ ألْفاَ./.

((سعيدة باش طبجي-تونس))

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...