الجمعة، 29 ديسمبر 2017

الشاعر هشام الصفطي .... لقاء بلا أجساد

لقاء بلا أجساد

إن كَانَتِ الأَقْطارُ تَفْصِلُ بَيْنَنَا
فَلَأَنْتِ في قَلْبي كأَدْنى من دنا
الجِسْمُ في قَيْدِ المكانِ مُكَبَّلٌ
وَ الرُّوحُ تَجْتَازُ المُنَى وَالمُمْكِنا
وَلَقَدْ تَعانَقْنا على رَغْمِ المَسا... فاتِ البَعِيدَةِ ، والتَقَتْ أَحْلامُنا
قَدْ كانَ قَلْبِي مِثْلَ قُرْصٍ فارِغٍ
فَزَرَعْتِهِ زَهْرَ الرَّبيعِ مُلَوَّنا
وَ لَصَقْتِ فيه كِتابَ عِشْقٍ خالِدٍ
وَ مِنَ الغِناءِ لَصَقْتِ شِعرَ المَيْجَنا
وَ مَكَثْتُ ليلاتٍ قُبالَةَ حاسِبِي
لأُطالِعَ القَمَرَ المنيرَ إذا دَنا
وَ بِشَاشَةِ الحاسوبِ أَبْهَرَ نُورُهُ
وَ القَلْبُ مِنْ إِعْجَازِ حُسْنِكِ جُنِّنَا
وَ أَحَبَّ شَعْرَكِ حِيْنَ أَسْدَلَ لَيْلَهُ
وَ أَحَبَّ جَفْنَكِ حينَ أَغْمَضَ أَوْ رَنَا
وَ أَحَبَّ بُسْتَاناً بِوَجْهِكِ مُزْهِراً
يُهْدي فُؤَادِيَ وَ الخَوَاطِرَ سَوْسَنَا
وَ سَمِعْتُ صَوتاً مثلَ شَدْوِ مَلائِكٍ
ناياً وَ قِيْثَاراً يَفِنُّ وَ أُرْغُنَا
قَدْ جَمَّعَتْنا قُدْرَةٌ عُلْوِيَّةٌ
قَدْ صِرتُ بالأَقْدَارِ حَقَّاً مُؤْمِنَا
وَ تَرَكْتُ أحراشي وَ عُشَّةَ غابَتِي
وَ سَكَنْتُ عاصِمَةَ الهَوى مُتَمَدِّنا
وَ أُقَبِّلُ( المَحمولَ) شَوقاً إنْ شَدا
وَقْتَ اتِّصالِكِ بالرَّنينِ وَ دَنْدَنَا
وَمُحادَثَاتُكِ لِلْفُؤَادِ سَقَيْتُهَا
فَرَوَتْ جُذُورَ العِشْقِ حَتَّى أَغْصَنَا
وإذا وَصَلْتُ إلى حُدودِ المُنْتَهَى
لَمَعَتْ عُيونُكِ للفُؤَادِ فَأَمْعَنَا
وَوَجَدْتُ في شَفَتَيْكِ نَهْرَ عُذُوبَةٍ
وَوَجَدْتُ في أَنْسامِ رُوحِكِ مَوْطِنَا
أوْحَيْتِ لِي شِعْراً بَديعاً مُدْهِشَاً
يَخْتالُ في تاجِ القَصيدِ مُبَيِّنَا
الحُسْنُ أَوْحَى بالقَريضِ وَلَقَّنا
فانسابَ قَلْبِيَ رِيْشَةً مُتَفَنِّنَا
أَيَزيدُ حُبُّكِ لو تَقَابَلْنَا غَداً
وَتَعانَقَتْ عِنْدَ الْلِقَا أَشْبَاحُنا
أَمْ أَنَّنا سَنَحِنُّ بَعْدُ لِبُعْدِنَا
تَبْقَيْنَ أَنْتِ هُنَاكَ وَ مْكَاني هُنَا؟
( شعر هشام الصفطي)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...