مشاركتي معكم في سجال المتنبي:
أرى ذلك الشّهدَ أضحى مَرارا
و صارت بديعُ الأماني غبارا
و انْشبَ ليلُ الغرام اظاف
َرهُ الفاتكاتِ بقلب العذارى
و لهْب اللواعج اضْحى صقيعا
و نار المواجع أمْست أُوارا
و ردَّدتْ الريح صوتَ أساها
و كان صداها بقلبي انكسارا
وشُلَّ جناح الطيور الشوادي
و تاه الفراش فلم يلْقَ نارا
و لم يلْقَ ليلُ الأماسي سميرا
و لم يلق فجرُ الأماني نهارا
وضَنَّتْ علينا مروج القوافي
بشعر يفيض و يهمي نُضارا
و حلَّ بفيْءِ القصيد الظلامُ
فصُمْنا عن الشّعر عجْزا و عارا
و ها انا ذا في هجير الحنين
أخوضُ الفيافي و أعلو الِبحارا
و يجْتاحني زمهرير الجليدِ
و بردُ الرّخام سكنتُه دارا
بكلّ الأسى و الجوى في شِغافي
اهيمُ حنينا بدْرب الحيارى
و كنت قديما بفيْء الغرامِ
أعيش الهوى صبوةً و انبهارا
و أرشف كأس الأماني دهاقا
و أشعل عشقي بنبضي فنارا
أجوسُ بعشقي غمارَ القوافي
وأقْتاتُ منها شذًى و بَهارا
وأشْتقُّ فتنةَ حْرفي بنبْضٍ
يفيض بَهارا و نورا و نارا
أهز الي بجذع الكلام
فينساب فلا وآسا و غارا
وكانت حروفي سنابلَ تبٍر
تمايل جذلى يمينا يسارا
توسَّدُ فيْءَ الهوى و الجماِلِ
تميس فخارا و تزهو انتصارا
و كان يَراعي بحضْن القوافي
قد احترف الحبَّ سرًّا جِهارا
فجاء اليكم تأَّبطَ عشقا
و شعرا على الكون فاض و فارا
و ماذا أنا اليوم غير رُفاتٍ
تعيش انكسارا مَرارا مِرارا
فهل يا ترى ذاتَ عشقٍ و شعرٍ
أعود لأجني اللآلي كِبارا؟؟؟
(سعيدة باشطبجي -توس: معارضة لقصيدة المتنبي في سيف الدولة الحمداني: أرى ذلك القرب صار ازورارا/و صار طويل السلام اختصارا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق