السبت، 2 ديسمبر 2017

الشاعر د. فواز البشير .. زمن الحروب

زمن الحروب

ارحل فليسَ هديرُها كنفيرِها
واعلم بأنَّكَ في الزمانِ الأرذلِ

وامسح دموعَكَ لم يعد وقتُ البكا
فالكلُّ في سعيٍ لحربِ العزّلِ

لوكانَ أهلُ الحيِّ في وعيٍ لما
ساموكَ خسفاً أو رموك َبمقتلِ

أضحت دماءُ بني أبي مسفوحةً
والأمرُ أضحى في أيادي الجهّلِ 

والعقلُ أصبح َحائراً متردداً
كيفَ السبيلُ إلى السلامِ الأوّلِ

فالحربُ حربٌ لا سبيلَ لمنعِها
إلا إذا عدنا لحُلمِ العقّلِ 

لكنَّ جرحاً نازفاً قد هدّني
والقلبُ أودى من كلامِ العذِّل

والصمت ُفي الأحداثِ أفضلُ مسلكٍ
لا تبتئس فاللهُ خيرُ مؤمَّلِ

ودمارُ بيتي لم يكن بمصيبةٍ
ومصيبتي موتُ الذي في المنزلِ

والخوفُ من تدميرِ كلِّ مدائني
باقٍ ،رحلتُ اليومَ أم لم أرحل ِ

ونزوحُ جثماني وهجرُ أحبَّتي 
كانَ اختياراً للعذابِ الأطولِ

لكنّها الأيّامُ مهما بدّلت 
ألوانَها، فمذاقُها كالحنظلِ

هذا زمانً ليسَ يُرجى نفعُه ُ
أفعلتَ خيراً فيهِ أم لم تفعلِ

فاتركَ حقول َاليأس ِلا تحفل بها
ما دامَ  وردُك مُشرقاً لم يذبلِ

ودعِ التألمَ في الحياةِ فربّما
طُعِنَ الفتى لكنَّه لم يُقتَلِ

واعمل كأنَّك لم تكن في أزمةٍ
وارجع إلى مولاكَ خيرِ الموئلِ

ودعِ اللجاجةَ والجدالَ فإنَّهُ
نارٌ وإن وقودَها في المرجلِ

واترك كلامَ الناطقينَ بخسّةٍ
ودعِ الذي إن صنتَه لم يَحفلِ

وانشر طيوبَكَ في المكانِ ولاتكن
إلا كحاتم َفي الورى وسموألِ

واذكر إلهكَ لا تكن في غفلةٍ
فاللهُ لا يرضى بسعيِ الغفّلِ

واعمل لدنيا قد يطولُ زمانُها
وإذا حكمت َفكن حكيماً واعدلِ

لا شيءَ في الدنيا يعادلُ حاجةً 
أعطيتَها وببذلِها لم تبخلِ

وإذا ظُلِمتَ فكن صبوراً طيبا ً
وإذا أُهِنتَ بأرضِ قومٍ فارحلِ

ودعِ الحروبَ فإنَّها قد دمّرَت
خُلُقا ًوخَلقاً ،والأذى لا تقبلِ

هذا بلاءٌ قد أتانا شرُّه ُ
واللهُ يكشِفُه وإن لم نفعلِ

يا ربّ فرّج همَّنا ومصابَنا
فبدونِ فضلِكَ ليلُنا لن ينجلي

واقبل دعائي إن دعوتُ فإنني
في ضيقِ نفسٍ طالما لم تقبلِ

د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...