الخميس، 7 ديسمبر 2017

الشاعر احمد عبد الرحمن جنيدو .. أغنيةٌ للشام

أغنيةٌ للشامِ
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
في الشامِ تدفقُ نبعةُ الإلهامِ. = والدمعُ يذرفُ عشْقَهُ للشَّامِ.
والصَّمْتُ أغنيةٌ تداعبُ حسْنَها، = والحسْنُ آيتُها لأرضِ سلامِ.
كيفَ البلادُ تدمَّرتْ، وتشرَّدتْ، = في كلِّ شبْرٍ في التُّرابِ هيامي.
وتبعْثرَ الليلُ الشريدُ بأعينٍ، = والرِّيحُ تجمعُ حزْنَها بخيامِ.
وتشبَّثَ الوعدُ الصغيرُ بإصبعٍ = مقطوعةِ الأوتارِ والإبهامِ.
وتصاعدَ الإجرامُ يحجبُ شكلَها، = بدخانِها الملفوفِ تاجُ يمامِ.
باعَ الدخانُ صلاتَها بلفافةٍ، = غطّى الملامحَ مالكُ الإجرامِ.
في الساعةِ الأولى على أحلامِها، = تتساقطُ الضحكاتُ من أعلامِ.
وحصانُها العربيُّ يسعى شهوةً، = كطهارةٍ لبستَ هوانَ سقامِ.
وتملَّكَ الشيطانُ نورَ يقينِها، = وتكاثرَ الملعونُ بالأوهامِ.
وتحجَّرتْ فوق الرُّكامِ قلوبُهمْ، = داسَ الوضيعُ على جناحِ حمامِ.
يبنونَ حلماً في العراءِ أناسُها، = يبنونَ شاماً لو بكومِ ركامِ.
يتصافحونَ على الجراحِ رسالةً، = وبدربِهمْ نارُ الضغائنِ حامِ.
في ظلمةِ الليلاتِ يُكتبُ حبُّها، = طفلٌ يغنِّي موطناً بسلامِ.
كانَ يرصِّعُ صدرَهُ من طلقةٍ، = أضحتْ تنامُ على فراشِ حرامِ.
والأمُّ ثكْلى، عبرةٌ بردائها، = سالتْ طويلاً دونَها آثامي.
تصحو المدينةُ من ورى كابوسِها، = والنَّارُ سوطٌ أخرستْ أقلامي.
من باعَها قبلَ الولادةِ عمُّها، = ما أصعبَ الطعناتُ من أعمامِ.
في الشامِ أمِّي والخدودُ توارثٌ، = والخيلُ يرمحُ في سليطِ لجامِ.
قالوا بلادَ الموتِ، قلتُ حبيبتي، = قالوا دمارَ الحبَّ، قلتُ غرامي.
يا شامُ كانَ الياسمينُ فضاءنا، = كنتِ العطورَ بنفحةِ الإكرامِ.
إنِّي أحبُّكِ، واللغاتُ سلاسلٌ، = في القلبِ حمصٌ والعيونُ شآمي.
ارخي الجدائلَ في الصدورِ سنابلاً، = والقي الهمومَ إلى البعيدِ، ونامي.
سأضمُّ في عينيكِ ألفَ قصيدةٍ، = وحمامةً وحديقةً وقيامي.
عصفورةَ الأوجاعِ حانَ غناؤنا، = في ضجَّةِ الأجواءِ زيْفُ ظلامِ.
في الجُّرحِ تختصرينَ جلَّ وجودِنا، = في السرِّ تمتلكين نبلَ وسامِ.
في الشامِ يبرقُ حلمُنا من قهرِها، = وتردُّهُ نصراً للحياةِ ذمامي.
صوتٌ يجيبُ الوعدَ في حماتِنا، = اللهُ أكبرُ جلْجلتْ في الشامِ.
اللهُ أكبرُ خيرُ نطقٍ ملهمٍ، = يا شعْبَنا الحرَّ الأبيَّ سلامي.
في صمتِها العذريِّ ألفُ فضيحةٍ، = وبصمْتِها الجرَّاسِ همسُ هشامِ.
الأمَّةُ العمياءُ نامتْ غبطةً، = وصحتْ تباركُ نقمةَ الإيهامِ.
فعلى ظهورِ الحقِّ يوركُ داعرٌ، = ويصوغُ قانوناً من الإكمامِ.
يتساءلُ الإحساسُ عن عنوانِهِ، = قدْ ضاعَ، يبحرُ في سحيقِ ظلامِ.
الشامُ نائحةٌ على أطلالِها، = باعتْ حليباً في عزاءِ فطامِ.
يدبو على وهنِ التَّلاقي فاجرٌ، = ويبيعُ بارقةَ الأمانِ حراميْ.
خذْ، منكَ يصقلُني الحنينُ منابعاً، = والأحرفُ السوداءُ خطُّ ختامي.
تتمرْجحُ الأرواحُ في أسمائنا، = للموتِ والأنقاضِ والإقدامِ.
يا أنتِ يختصرُ البقاءُ على يدي، = في معصمٍ رسمَ الإيابُ رهامي.
كانتْ هنا أمِّي تحيكُ تراثَنا، = والدفترُ المنسيُّ رهْطُ كلامي.
أنتِ الهوى وجنونُهُ وثوابُهُ، = ونقيَّةُ الدمعاتِ في الآلامِ.
مازلتُ أنشدُ للرجوعِ قصائدي، = قوسُ الضياءِ بنبرةِ الأحلامِ.
29/12/2016
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
تركيا ملاطيا مخيم اللاجئين مابك

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...