الخميس، 7 ديسمبر 2017

الشاعر عادل عبد القادر .. وخاب اليوم من يسعى

و خاب اليوم من يسعى //
هنا قبرٌ
فهيّا نكشفُ السترا
و نسألُ حارسَ الموتِ
عن الوجهِ الذى جاءَ
تمددَ داخل الرقعه
وودعهُ
ثمانيةٌ من الأحزانِ يحملها
و بلدانٌ
و قطعانٌ
تبددَ تحتها المرعى
و أحزابٌ
و أغرابٌ
و سلطانٌ
و أزمنةٌ بلا متعه
أ كانَ الموتُ فى سبْتٍ
أ كان الموتُ فى أحدٍ
أ كانَ الموتُ فى جُمعه
أ من سقَمٍ
أ من نِقَمٍ
أ من غيظٍ تحمَلَه و صاحَبَه
و من عَدَمٍ
أمِ الأسبابُ مجتمعه
و هل جاءت به حمّالةُ الموتى
إذا بعثت
وكم أخذ
وكم منعَ
و هل ناحت عليهِ نساءُ بلدتهِ
و لو زيفاً
و أشعلَ أهلُها الشمعا
بعيدَ مراسمِ الدفنِ
و عند تلاوةِ( الرحمنِ) و (الفجرِ)
و (قد سمعَ)
ليقتصرَ الكلامُ على محاسنه
و وِلْدٍ طيّبٍ منه
- فلا همساً عن الجنسِ
و لا غمزاً عن السمعه
و كيف تقلبَ السوقُ
فلا مالاً ولا بيَعا -
و راحوا
بعدما نفضوا
غبارَ الوجهِ و النعلِ
أراحوا الخوفَ و الهلعا
نسائله
- و هل باحت ملامحه؟
و هيئته؟
أوان بلوغهِ الأكفانا و القِطعا؟
و يضحكُ حارسُ الموتِ
- هنا مرت جنازتهُ
هنا قامت قيامتهُ
هنا أشواطه السبعه
أتى يمشى على قدمٍ
تغالبه على عودٍ
يغالبها على سرعه
أتى يمشى
على ضِيقٍ يعذبهُ
فلاحَ القبرُ واتسعا
وأعجبَهُ
فناداهُ
ليجتمعا
وحيداً جاءَ لا أحدٌ يشيعهُ
- و كانوا قبله شيعا -
وحيداً جاءَ لا أحدٌ يشيعهُ
سوى طيرٍ رمادىٍّ
تناثرَ ريشُهُ جَزَعا
تتبّعَهُ
و قبّلَهُ – أى الطيرُ- على عجلٍ
و أهطلَ بعدها دمعا
وحيداً جاءَ لا أرضاً
و لا نسلاً
و لا زرعا
و أحسبُ أنّه  أنتَ
و صاحبكَ
فهل فى الأمرِ من خدعه؟
بربكَ قل
إذن كيفَ
فررتَ اليومَ من بلدٍ
و جلادٍ
أعدَ السيفَ و النِطعا؟
و من حزنٍ
و من بددٍ
سقى جرذانَه الفزعا
و من ملكينِ ينتظرانِ من أَمَدٍ
و من رحِمٍ
و لم تكملْ بهِ تسعا ؟
{ و حين تنفسَ الصبحُ
سقى صبّارةً أخرى
و ما برحَ
و خابَ اليومَ من يسعى}
عادل عبد القادر - القاهرة

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...