الأحد، 17 ديسمبر 2017

الشاعر يوسف العيسى .. يا قدس يا قيثارةً في لحنها

يا قدسُ يا قيثارةً في لحنها
نفحٌ من الإنجيلِ و القرآنِ

في مسمعِ التاريخِ من أنّاتها
نهرٌ من الآلامِ و الأحزانِ

يا حرّةً ما طأطأت رأساً ولا
نامت على ضيمٍ مدى الأزمان

يا قبلةَ الشّرفاءِ من أهل التّقى
بالرّوحِ تُفدى دارةَ الإيمانِ

تحمي الأسودُ الغابَ من أعدائها
من كلِّ نذلٍ طامعٍ و جبانِ

لكنّ أُسْدَ الغابِ عنها غُيبوا
لم يبقَ إلا وادِع الخرفان

و نعاجُ في ذُلٍّ تسلِّمُ ضرعها
للذئبِ رغم مرارة الإذعان

لا تستغيثي اليومَ أو تستنجدي
ما عادَ فيهم فارسُ الفرسان

لا تسألي أين الملايين التي
فاقت عديد الرّملِ في الأكوانِ

لا تأملي خيراً بمن ناموا على
ذلٍ بعيشٍ  و ارتضوا بهوان

ما أكثرَ الأعرابَ لكنْ جُلُّهم
عصفٌ يداسُ وما لهُ من شانِ

الصّوتُ عالٍ و الفعالُ قليلةٌ
هل يُنقذُ الأوطانَ غير طِعانِ

هل كانت الأقوالُ تحمي موطناً
أو حرّرت شِبراً من العدوانِ

يبكوكِ دمعاً كالنساءِ و إنّهُ
دمعُ العواهرِ زائفُ الجريانِ

لا تُخدعي بكلامهم و دموعهم
فالكل منهم ميِّتُ الوجدان

يتطاحنون على بقايا مُلْكهم
يفدونه بالمالِ و الإنسانِ 

باعوكِ من أجلِ الكراسي غيلةً
يا قدسُ يا أترجّةَ البلدانِ

كي ينعموا بلذائذٍ و بمتعةٍ
و غرائزٍ تُركت بغيرِ عَنانِ

هم أسْدُ ليلٍ في محاريبِ النّسا  
كم أبدعوا في ذلك الميدان

أما إذا نادى المنادي للوغى
ولّوا فراراً مثلَ أيِّ جبانِ

يستمرؤونَ الذلَّ عيشاً مترفاً
ما بين قصرٍ شامخٍ و جنانِ

صار السفيهُ مقدّماً في ركبهم
أماالحكيمُ ففي دجى النسيان

ما عاد فيهم عاقلٌ أو فاضلٌ
يُصغَى لهُ في غمرة الطغيانِ

و الحرُّ صارَ مطارداً في أرضهِ 
في كلِّ شبرٍ من ثرى الأوطانِ 

عادوا إلى عصر الجهالةِ و الغِوى
لعبادة الأزلامِ والأوثان

حتى غدوا بين الأنامِ كدميةٍ
يلهو بها صبيانُ كلّ زمانِ

صاروا كفئرانٍ التجاربِ للورى
من سائرِ ألأعراقِ و الألوان

كلٌ يجرّبُ جيشهُ و سلاحهُ
بدمِ الأعاربِ دونماأثمانِ

يا أمّةً كانت منارةَ للعلا                                                    
في الفكرِ رائدةً و في العرفان

ماذا دهاكِ لتنزوي بمذلّةٍ
خلفَ الصفوفِ مَهِيضةَ الأركان

ماذا جرى حتى تبدّلَ حالنا
صرنا بأسفلِ  سافلِ البنيان ؟!

لو كان ربُّ الدارِ حصّنَ بابها
ماعاثَ فيها تافهُ الجرذان
____________
يوسف العيسى

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...