((...بناتُ الفكرِ ...))
تراني غزيرَ الدَّمعِ شيمتيَ القهرُ
أما للأسى أرضٌ لديَّ و لا بذرُ
أتنبتُ أشجاراً منَ الحزنِ دمعتي
و تورقُ أحزاناً و يملؤُها الزَّهرُ
تلاشى لديَّ الصَّبرُ مثقالَ ذرَّةٍ
تمالا عليَّ الكونُ و العالمُ الحرُّ
توافى إليَّ الشَّرُّ كيفَ أجيرُهُ
طروقاً ، و قدْ أبدى نواجذه الشّرُّ
تفكُّ بناتُ الفكرِ عندي لجامَها
فما فاقَها خيلٌ و لا فاقَها مهرُ
كأنَّ المعاني رُكِّبتْ فوقَ بعضِها
حجارةُ أبراجٍ ليغبطَها القصرُ
كذا الشِّعرُ يأتيني سريعاً كأنَّهُ
رياحٌ عواتٍ مثلَما يفعلُ السِّحرُ
إذا الشِّعرُ جافاني صفعتُ بحورَهُ
تهدَّمَ موجٌ و استذلَّ ليَ البحرُ
تظنُّ بغاثُ الطَّيرِ أنَّ جناحَها
يقاومُ ظلَّ النَّسرِ ، أوهامُها صفرُ
فلا البحرُ يرويني عبابُ مياهِهِ
ولا بلَّ ريقي منْ منابعِهِ النَّهرُ
حياتي بهذا الكونِ مثلُ محارةٍ
يفارقُها الغواصُ ينقصُهُ الصَّبرُ
فلو كانَ يدري ما حوتْ ضمنَ جوفِها
تأنَّى كثيراً و استجابَ لهُ الدُّرُّ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الْأَشْقَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق