عرب بهذا الحي أم أعراب
حار الحليم وضاعت الأنساب
وهل الغريب قد استباح ديارنا
أم أننا في داره الأغراب
حتى نُدَعَّ عن الحياض ونستقي
مرا وتوصد دوننا الأبواب
وكأنه لم يسر أشرف مرسل
ليلا إليها والبراق ركاب
وتجمع الرسل الكرام ليقتدوا
صلى بهم فتشرّف المحراب
والصخرة الصماء تحت نعاله
ارتفعت تحار لأمرها الألباب
وتزينت للقائه السبع العلى
وانشق للمعراج فيك حجاب
وكأنما ماساد فيك بعدله
عمر ليُنفِذَ عهده الأصحاب
وصلاح لم يظفر ويعظم شأنه
وتدين هامات له ورقاب
وكأنما التاريخ أنكر أهلها
وتآمر الشعراء والكتاب
كم راية خفقت بجو سمائها
عزا وكم ضربت هناك قباب
واليوم وا أسفى على القدس التي
أمست تمزق لحمها الأنياب
ماثم حامٍ عرضَها مستأسد
فعدت عليها في النهار ذئاب
وحماة دار العرب عز مقامهم
قد أشغلتهم غادة وشراب
باعوا الديار رخيصة بعروشهم
ورضوا المهانة والشعوب غضاب
ياقدس لاتستصرخيهم نجدة
أنى يجيب الخائن الكذاب
ياقدس قد شبنا وشبت ودأبهم
في كل يوم جلسة وخطاب
هل يرجع الحق السليب لأهله
إلا إذا إجتمعت عليه حراب
وتجمعت تحت اللواء عساكر
وتدافعت شيباننا وشباب
واسترخصت أرواحنا ونفوسنا
ودم الشهيد لراحتيك خضاب
ياقدس إن الوعد وعد صادق
وكذاك أنبأ مرسل وكتاب
ستسير قافلة الأسود فأبشري
ما ضر لو نبحت عليك كلاب
ياقدس مالي غير شعر نازف
وتقطعت بمحبك الأسباب
ياليت تنهض بالمديح عزائم
أوكان يجدي بالجبان سباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق