الأحد، 10 ديسمبر 2017

الشاعر عادل عبد القادر .. عودوا الى مقاعدكم

عودوا الى مفاعدكم //
عودوا اِلى كلّ المقاعدِ و اتركونى
لم يعد اِلا جنونُ الذاتِ أو ذاتُ الجنونِ
و لم يعد اِلّاكِ أنتِ
و المسافاتُ / الهزيمةُ بيننا
بعد انكسار الظهرِ من قهرِ المشيبِ
و ها أنا..... و كما أنا
وجهانِ للموتِ البراحِ و للسجونِ
جميلتى
لا تعبأى اِن جئتُ يوماً ثائراً
أو هادراً
أو خاضعاً
فالبحرٌ يرغى
ثمّ يزبدُ
ثمّ يركنُ للسكونِ
حبيبتى
ماذا يبيعُ الشعرُ فى الزمنِ المخنثِ و الخؤونِ ؟
حبيبتى
كلّ الذين عرفتُهم تركوا المسيرةَ ساعةً
ثمّ استراحوا بعدها ملء البطونِ
تخيّلى
ذهبوا اِلى الجلادِ يستجدون بعضَ شفاعةٍ
و الفارسُ الوهمىّ حين تخاذلت أطرافُه
قتلَ الحصانَ
و عادَ يمعنُ فى العقاقيرِ المعيدةِ للرجولةِ للفحولةِ للفتونِ
فربما
اِيييييي ربّما
اِنّى أُعيذك يا مليحة من فتىً
مازال يعثُرُ فى الخرافةِ و اليقينِ
و عنده هذى الدروبُ ترنّحت أشبارٌها
خلّى البيوتَ اليومَ تهنأُ بالغيابِ و بالظنونِ
و بالأحاديثِ الرديئةِ عن طلوعِ الفجرِ
أو زمنِ الربيعِ و كيف صاحت سدرةٌ :
( الدمع أبعدُ فى عيونِ الناظرين اِلى المدى )
و هنا المدى مازال أبعد ما يكون عن العيونِ
فلملمى شجناً لديكِ
و سلّمى
لمّى مسوحكِ يا بريئةَ
و احلمى
عجزتْ ملامحنا الجديدةُ أن تعيدَ وسامةً
كنّا فقدناها معاً
فالفقدُ دونك حائلٌ
و الوجدُ دونى قاتلٌ
الوجدُ دونى
إذ أصاحبُ فى الغيابِ تمائمى و توحدى
و الذكرياتِ و بعضَ عشقٍ عالقٍ
أنكرتُه يوماُ عليكِ فسامحينى
مرةً جرّبتُ عندكِ الفَ حيلةِ مدنفٍ
و الأن دوركِ يا سكينةَ جرّبينى
يا سكينة و اسكنينى
كى ألاطفكِ قليلاً بعد أن أكَلَ الزمانُ على الجبينِ
فأنتِ وحدكِ تفهمين تشردى
و توائمين تصعلكى
تتصدرين قصائدى
فإذا كتبتكِ يومها كنتِ الّتى خلف القصيدةِ تكتبينى
ساعدينى
إنّ التيبّسَ يعترينى
و التجمّدَ يعتلينى
و النوائبَ تبتلينى
و المباهجَ تتقينى
ساعدينى يا ِبقايا شهقةٍ
أن أبدأ الشوطَ الأخيرَ اِلى الحنينِ
فكلّما أوشكتُ أغرسُ رايةً
تتداخلُ الأشياءُ عندى و المواسمُ
و الفصولُ تشابهت
ما عدتُ أقنعُ أن أكونَ و أن تكونى
أنتِ لى
لحنُ الملائكِ حلمُ اصحابِ اليمينِ
و أنتِ لى
قمرٌ يمسِّحُ شرفتى و يدورُ يحصدُ فى الجفونِ
سنابلاً و زنابقاً و قصائداً بحديثِ لوعتنا الأمينِ
و أنتِ لى
و أنا نشيجُ الجرحِ فى الوترِ الحزينِ
أنا غناء العادياتِ القابضاتِ على النجومِ
و ذلك السرِّ الدفينِ
و كلُّ أطرافِ الشجونِ
و أنتِ لى
و أنا الزحامُ أنا الفراغُ أنا العصافيرُ البريئةُ حين تعبث بالغصونِ
أنا اللسانُ أنا انتصارُ الصمتِ فى مدنِ الوجومِ
أنا القصيدةُ لا غثاءَ المفلسين و لا شهيقَ المستكينِ
و لا غنوجَ القطةِ الحمراءِ خلف جدارها
سقطَ الجدارُ اليومَ عودوا فوقنا
هذا زمانٌ قد تزيّا بالتُقى
لكنّه
مازال يحفلُ بالمعيبِ و بالمشينِ
و بالوقاحة بالبجاحة بالمهينِ
و بالخلاعة بالرقاعة بالنطاعة بالمجونِ
تفضلوا
أهلاً بكم
عودوا اِلى كلّ المقاعدِ فوقنا
راحَ المحاربُ و العراءُ عرينى
عادل عبد القادر

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...