الخميس، 28 ديسمبر 2017

الشاعر احمد كمال باشا .. عهد القدس

/
   " عهد القدس "

  للقدسِ لا لسواها ينبري قلمي
ولستُ آبَهُ دسَّ السُّمِّ في الدَّسَمِ

  ولا أُصَدِّقُ أقوالاً مزخرفةً
ولا الشِّعاراتُ تُغنيني عن الهِمَمِ

  ولستُ ممّن يُؤَذَّى حينَ غفلتهِ
فنبضُ قلبي لحالِ القدسِ ثُمَّ دَمِي

  كالنّارِ يغلي على خيرِ الدِّيارِ وما
للقلبِ مِنْ حيلةٍ يُطفي بها أَلَمِي

  ولستُ أغفلُ عن قُدْسِي لحادثةٍ
في الشَّرقِ والغربِ أو في هيئةِ الأمَمِ

  قالوا نُقَدِّمُها للهُودِ صاغِرَةً
تغدو مُوَحَّدَةً في عُهدَةِ النَّهِمِ

  نُهديهِ حُبَّاً وعِرفاناً بقوتهِ
للسّيفِ ننحازُ لا للعدلِ والقِيَمِ

  فالحقُّ في هذه الأيّامِ شارتهُ
نيشانُ حربٍ وترويعٌ بلا ذِمَمِ

  ونبتغي عندَ أهلِ الحقِّ معذرةً
لا غروَ نُغري مُحاميهم بطرفِ فَمِ

  إنْ كانَ كانَ وإلا نحنُ نُرهبهمْ 
للدّعمِ نقطعُ عن ساقٍ وعن قَدَمِ

  أما إذا قامَ فيهم من يُؤازرهمْ
بالعزلِ نرهبهُ والقتلِ والعَدَمِ

  للقدسِ أرنو وعينُ القلبِ حاضرةٌ
تبرُّ بالعهدِ ما تبقى وبالقَسَمِ

  نحيا فِدا القدسِ ما دامتْ بخافقنا
بعضُ الحياةِ وبعضُ الرّوحِ في سَلَمِ

  أنْ نحمِيَ القدسَ والأقصى عقيدتنا
لو كلّفَ الأمرُ دنيا اللهوِ والوَهَمِ

  نحنُ الرِّجالُ إذا ما عاهدوا صدقوا
ربَّ البَرِيَّةِ عهدَ القدسِ والشِّيَمِ

  والعهدُ للأرضِ أسمى أن تُشتّتنا
عنهُ الصغائرُ من أحداثها اللّمَمِ

  " عهدُ التميمي " لئنْ كانتْ لنا شرفاً
فليستِ الأصلَ للأحداثِ و الحِمَمِ

  وكلُّ أرضِ بلادي إنَّما نهضتْ
لأجلِ دينٍ وأقصى الطُّهْرِ والكَرَمِ

  مسرى النّبِيِّ الذي أسرى الإلهُ بهِ
مِنْ أرضِ مكةَ للأقداسِ في ظُلَمِ

  أمضَى الإلهُ بهِ عهداً ورابطةً
بينَ البقاعِ بآياتٍ مِنَ الحِكَمِ

  يا قومُ لا تغفلوا عن قدسِ عِزَّتِكُمْ
يوماً ولا تقبلوا بالأصلِ مِنْ قِسَمِ

  فالقدسُ أصلُ قضايا الكونِ أجْمَعِهَا
منها إليها وقودُ الحربِ والسَّلَمِ

  والحلُّ منها إليها لا يُفارقها
والحسمُ فيها بوعدِ البارئِ الحَكَمِ

القدسُ موعدنا يا قومُ لا تَهِنُوا
غداً سَنمضي بها لِلنَصرِ والقِمَمِ

  لكيْ نُحَرِّرَ أقصانا وقُبَّتَهُ
مِنَ اليهودِ أولِي الكُفْرَانِ بِالنِّعَمِ

                                                      ( البحر البسيط )

                                            كتبه : #أحمد_كمال_باشا.
     Ahmad Basha
                                           الأربعاء 2017 / 12 / 27

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...