غيرة الحبيبة
يا وَيلَتي...يا وَيْلَتي ... مِنْ غَيْرَةِ
كالنَّارِ تَلْهَبُ في فُؤَادِ حَبيبَتي
قَرِّي العُيونَ ، فإنَّ حُبَّكِ مَالِكٌ
قَلبي، وأَفْكَاري ، وَهَمْسَ سَريرَتي
الشِّعْرُ فيكِ يُصاغُ تِبْراً خالِصاً
إنْ صِيغَ في باقي النِّساءِ كَفِضَّةِ
عَيْناكِ قَدْ جَعلا فُؤادِيَ شَاعِراً
أَفْنى وَ تَبْقى بَعْدَ مَوتِيَ قِصَّتِي
و الوردُ والياقوتُ في خَدَّيْكِ قَدْ
ملآ كُؤوسَ الحُبِّ أَعْتَقَ خَمْرَةِ
وَشِفاهُكِ الإِكْسيرُ فيها قَدْ رَوَى
قَبْلَ الخُلودِ فَمي رَحيقَ الجَنَّةِ
وَ فُؤَادُكِ الصَّافي المُحِبُّ كأَنَّهُ
يَحْكِي بِيَوْمِ الصَّحْوِ أَبْيَضَ غَيْمَةِ
وإذا مَشَيْتِ كَعَارِضَاتِ مَلابِسٍ
عَزَفَتْ بِياناتُ القُلوبِ بِنَغْمَةِ
وإذَا غَضِبْتُ رأَيْتُ ثَغْرَكِ باسِماً
فَيَكُفُّ في نَفْسي لَهيبُ الثَّوْرَةِ
قَدْ كُنْتِ لِي دَوماً مَلاكاً حانِيَاً
وَ غَزَوْتِ أَنفي بالزُّهورِ وَ مُقْلَتِي
وَ جَرَيْتِ في صَحْرَاءَ عُمْرِيَ جَدْوَلاً
وَ بَنَيْتِ فِي هُجُرِ الشَّدائِدَ ظُلَّتِي
إنِّي أُحِبُّكِ فافهَمي يا طِفْلَتي
وَ لأَنْتِ قُدْسِيْ فِي الغَرامِ وَ كَعْبَتِي
مَا كانَ لِي إلَّا عُيونَكِ قِبْلَةً
فَهُمَا مَرَامي فِي الحَيَاةِ ، وَ سِكَّتِي
وَ لَقَدْ فَرِحْتُ بِنارِ غَيْرَتِكِ الَّتِي
أَبْدَتْ بِلا قَصْدٍ دَلِيلَ مَحَبَّةِ
لكِنَّني أَخْشى عليكِ مِن الضَّنى
فَلْتُطْفِئِي نيرانَ هذي الجَذْوَةِ
ولْتُشْعِلي قَلبي المُحِبَّ ومُهْجَتِي
بِلَهِيبِ وَردٍ فِي الشِّفاهِ ، وَ ضَمَّةِ
( شِعر هِشام الصَفطي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق