الشاعر سمير عويدات .. بلادي بلادي

{ بلادي بلادي }
************
أيَا قُدْسُ كُوني كعِطْرِ الزُّهُورْ ... كرُوحٍ تجلَّى بمِلْءِ الصُّدُورْ
رَبيعاً وإنْ طالَ عَهْدُ الخَريفِ ... وإنْ ضَاعَ حَقُّكِ عَبْرَ العُصُورْ
فما مِنْ دَوَامٍ لِضَيْمٍ بأرْضٍ ... وما مِنْ ثَباتٍ فكُلٌّ يَحُورْ
قَضَى اللهُ فينا بحَقٍّ فكُنَّا ... إذا ما صَدَقنا كَمِثلِ الصُّقُورْ
وإذْ ما كَذَبْنَا هَوَى الظُلْمِ يَعْلُو ... بقُبْحٍ تَمَادَى علينا يَجُورْ
أيَا عُرْبُ ما لي أرَى الصَّحْوَ يَخْبُو ... فوَجْهُ العَزيمةِ وَجْهُ الصُّخُورْ
تلبَّدَ خَوْفٌ بأحْداقِ عَيْنٍ ... تَهَابُ المَنايَا ومَرْأَى القُبُورْ
رَكَنَّا لِعيشٍ زَهِيدِ العَطايا ... فأيَّانَ يُرْجَى نِتاجُ جَسُورْ ؟
يُريدُ الشهادةَ طَوْعَاً بقلبٍ ... حَفِيٍّ لِخُلْدٍ بعَينِ السُّرُورْ
ويا طِفلُ عُذْرَاً لِمَا سَوْفَ يأتي ... وهل سَوْفَ تَحيا ليَوْمٍ فَخُورْ ؟
أنا الشِّعرُ يبقى كمِرْآةِ عَيْنٍ ... وغيري يَرَاني كَحِبْرِ السُّطُورْ
مُجَرَّدَ لَوْنٍ لِقوْلٍ بوَزْنٍ ... وما مِنْ ضَمِيرٍ لِعِرْضٍ غَيُورْ
بلادي بلادي أرَدْتِ ابتِعادِي ... فها صِرْتُ رَسْمَاً يُريدُ النُفُورْ
دَعُوني دَعُوني فما عُدْتُ فَرْدَاً ... وما عُدْتُ رُوحَاً لِشَيءٍ تَثُورْ
إلى الوَهْمِ أسْرِي وهذا سَرَابي ... إلى فُلْكِ حُلْمٍ بعَيْني يَدُورْ
******************
بقلم سمير حسن عويدات