فِي لَيلِ عُمْرِيَ لاحَ وَجْهُكَ مُقْمِرا
وَ أَمَدَّنِي حُبَّ الحَياةِ وَ صَبَّرا
مِن دُونِ طَعمٍ كانَتِ الأَيَّامُ لِي
فَرَشَشْتَ أَنْتَ على حياتيَ سُكَّرا
قد كان قلبي مِثلَ طِفلٍ صَامِتٍ
فَجَذَبْتَهُ نحو الجمالِ فَثَرْثَرَا
أسْمَعْتَهُ صَوْتاً بَديعاً مُدْهِشاً
وَوَهَبْتَهُ كَنْزَالحُروفِ فَعَبَّرا
و أُحَبَّ شَعْرَكَ حِينَ رَفْرَفَ طَائِراً
وَ أَحَبَّهُ مِثلَ الأَسيرِ مُضَفَّرا
وأَحَبَّ وَجْهَكَ حِينَ أَشْرَقَ مُسْفِراً
و أُحَبَّهُ خَلْفَ النِّقابِ مُخَمَّرا
يا ويحَ عينيكَ الجَميلَةَ ألْقَتا
سَهْماً مُمِيتاً في الضُّلوعِ وَ خِنْجَرَا
كإله حُسنٍ قد لَمَحْتُكَ مائِساً
سُبحانَ مَن وَهَبَ الجَمالَ وصَوَّرا
الجِسمُ عاجٌ بالضِّياءِ مُفَصَّلٌ
إزْمِيلُهُ صاغَتْ بِحِذْقٍ مَرْمَرا
أبْدَيْتُ حُبَّكَ في القَصيدِ وَ بَوْحِهِ
والدَّمْعِ إِذْ فاضَ الجوى فَتَحَدَّرا
شَلّالُ حُبِّكَ في فؤادِيَ هادِرٌ
والعِشْقُ بالإخْلاصِ موثوقُ العُرَا
قَدْ صِرْتُ مِن جَفْنيكَ نِضْواً فانِياً
عَبْداً يُباعُ فِدَى العُيونِ وَ يُشْتَرى
وَ لَثَمتُ خّدّكَ فِي خَيالي حالِماً
فكأنَّما عَبَّتْ شِفاهِيَ كَوْثَرا
وَ يلوحُ ثَغْرُكَ مِثْلَ وردٍ فاتِنٍ
أَبْدى لَنا سِرَّ الحَياةِ المُضْمَرا
وَ إِذا جَلَسْتَ على السَّريرِ أَذَبْتَهُ
وَ تَرَكْتَ مِسكاً في الثِّيابِ وَ عَنْبَرا
وَ أخافُ هَجْرَكَ إن صّدَدْتَ كَأنَّما
أَسَدٌ يَدِبُّ إلى الفُؤَادِ مُزَمْجِرا
فاحكُمْ بِمِلْكِكَ يا حَبِيبُ فإنَّنِي
لَكَ دُبْلَةٌ سَكَنَتْ بِكَفِّكَ خِنْصَرَا
فإذا تَشاءُ جَعَلْتَني فَوقَ الذُّرى
و إذا تَشاءُ جَعَلْتَنِي تَحْتَ الثَّرى
وإذاطَبَعْتُ على شِفاهِكَ قُبْلَةً
لَغَلَبْتُ جَنْكِزخَانَ وَ الإسْكَنْدَرا
وإذا حَظِيتُ بِقُرْبِ وَجْهِكَ ساعَةً
عَدَلَتْ دُهوراً في الزَّمانِ وَ أَعْصُرَا
(شعر هشام الصفطي)
الرابطة العربية الشعرية هي مدونة الكترونية لتوثيق ونشر المشاركات القياسية التي يتم ترشيحها من قبل نخبة من الشعراء المشرفين على مجموعة الرابطة على موقع فيس بوك وتعني وتهتم بالشعر العربي العمودي التقليدي الموزون ..
الجمعة، 1 ديسمبر 2017
الشاعر هشام الصفطي … فِي لَيلِ عُمْرِيَ لاحَ وَجْهُكَ مُقْمِرا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية
لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...
-
قصيدة " لا ناس حولي" لـ ميسون طارق السويدان وقد قمت بالرد على نصها بقصيدة عنوانها ياحزن راهبةٍ هامت بشمّاسِ واليكم نصها اولا و...
-
سلاماً قدسَنا.. والجُرح قدسُ فدىً لكِ عمرُنا وفداكِ نفسُ لمن تشكينَ والأوجاعُ شتّى يضيق بحصرها قلمٌ وطِرسُ؟ بنوكِ كما ترين بنو خلافٍ وش...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق