الجمعة، 1 ديسمبر 2017

الشاعر هشام الصفطي … فِي لَيلِ عُمْرِيَ لاحَ وَجْهُكَ مُقْمِرا

فِي لَيلِ عُمْرِيَ لاحَ وَجْهُكَ مُقْمِرا
وَ أَمَدَّنِي حُبَّ الحَياةِ وَ صَبَّرا
مِن دُونِ طَعمٍ كانَتِ الأَيَّامُ لِي
فَرَشَشْتَ أَنْتَ على حياتيَ سُكَّرا
قد كان قلبي مِثلَ طِفلٍ صَامِتٍ
فَجَذَبْتَهُ نحو الجمالِ فَثَرْثَرَا
أسْمَعْتَهُ صَوْتاً بَديعاً مُدْهِشاً
وَوَهَبْتَهُ كَنْزَالحُروفِ فَعَبَّرا
و أُحَبَّ شَعْرَكَ حِينَ رَفْرَفَ طَائِراً
وَ أَحَبَّهُ مِثلَ الأَسيرِ مُضَفَّرا
وأَحَبَّ وَجْهَكَ حِينَ أَشْرَقَ مُسْفِراً
و أُحَبَّهُ خَلْفَ النِّقابِ مُخَمَّرا
يا ويحَ عينيكَ الجَميلَةَ ألْقَتا
سَهْماً مُمِيتاً في الضُّلوعِ وَ خِنْجَرَا
كإله حُسنٍ قد لَمَحْتُكَ مائِساً
سُبحانَ مَن وَهَبَ الجَمالَ وصَوَّرا
الجِسمُ عاجٌ بالضِّياءِ مُفَصَّلٌ
إزْمِيلُهُ صاغَتْ بِحِذْقٍ مَرْمَرا
أبْدَيْتُ حُبَّكَ في القَصيدِ وَ بَوْحِهِ
والدَّمْعِ إِذْ فاضَ الجوى فَتَحَدَّرا
شَلّالُ حُبِّكَ في فؤادِيَ هادِرٌ
والعِشْقُ بالإخْلاصِ موثوقُ العُرَا
قَدْ صِرْتُ مِن جَفْنيكَ نِضْواً فانِياً
عَبْداً يُباعُ فِدَى العُيونِ وَ يُشْتَرى
وَ لَثَمتُ خّدّكَ فِي خَيالي حالِماً
فكأنَّما عَبَّتْ شِفاهِيَ كَوْثَرا
وَ يلوحُ ثَغْرُكَ مِثْلَ وردٍ فاتِنٍ
أَبْدى لَنا سِرَّ الحَياةِ المُضْمَرا
وَ إِذا جَلَسْتَ على السَّريرِ أَذَبْتَهُ
وَ تَرَكْتَ مِسكاً في الثِّيابِ وَ عَنْبَرا
وَ أخافُ هَجْرَكَ إن صّدَدْتَ كَأنَّما
أَسَدٌ يَدِبُّ إلى الفُؤَادِ مُزَمْجِرا
فاحكُمْ بِمِلْكِكَ يا حَبِيبُ فإنَّنِي
لَكَ دُبْلَةٌ سَكَنَتْ بِكَفِّكَ خِنْصَرَا
فإذا تَشاءُ جَعَلْتَني فَوقَ الذُّرى
و إذا تَشاءُ جَعَلْتَنِي تَحْتَ الثَّرى
وإذاطَبَعْتُ على شِفاهِكَ قُبْلَةً
لَغَلَبْتُ جَنْكِزخَانَ وَ الإسْكَنْدَرا
وإذا حَظِيتُ بِقُرْبِ وَجْهِكَ ساعَةً
عَدَلَتْ دُهوراً في الزَّمانِ وَ أَعْصُرَا
(شعر هشام الصفطي)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...