السبت، 8 أغسطس 2020

الشاعر ياسر فايز المحمد .. يا هند ..

يا هند...

أَوْهَتْ قُوايَ الحَرْبُ يا هِندُ
مَنْ يُوقِفُ النِّيرانَ إذْ تَعدُو
 
مَنْ يُبْرِئُ الزَّيتونَ في وَطَنٍ
أشقى بنيهِ الْجَهْلُ والحِقدُ

ذَبَحَتْ مُدى الشُّذَّاذِ نَرْجِسَهُ
وَعلى الرُّفاتِ تَبَختَرَ الوغدُ

وَجَرَتْ بِنَبْضِ النِّهرِ  أضرِحَةٌ
ما ضمَّها تَحْتَ الثَّرى لَحْدُ

صَفَعتْ سِياطُ الحُزْنِ أرمَلةً
في خَدِّها يَتَأَلَّقُ الوَردُ

فَغَدَتْ بِملحِ الفَقْدِ ذابلةً
يا وَيحَهُ كَمْ يُذبِلُ الفَقْدُ

وَعلى غُصونِ الأَيكِ ساجِعةٌ
وَرقاءُ لمْ تَهْدِلْ ولمْ تَشْدُ

قَدْ أُلْجِمَتْ بالصَّمتِ يَخْنُقُها
طينٌ طغى بالقَتلِ يَعتَدُّ

غابَتْ وراءَ الأُفْقِ سانِحَةٌ
واللَّيلُ في اللَّافَجرِ مُمْتَدُّ

فَتَسَّهدي يا هِنْدُ حالِمَةً
 خُبْزُ الهوى يا مُنْيَتي السُّهْدُ

أوَتَنْشُدينَ البَوحَ مِنْ شَفَتي
تاللهِ ماتَ البَوحُ لا الوُدُّ

مازِلْتِ في نَجوايَ مُلْتَجأً
آوي لَهُ إِنْ قَهقَهَ الرَّعْدُ

أرتاحُ في عَيْنَيْكِ قُبَّرَةً
فَلْتَعْذُري إِنْ خانَني القَصْدُ

وَلْتَنْطُريني عندَ مُفترَقٍ
خَلْفَ الحَنينِ يلوكُني البُعدُ

أستافُ أُنْسَ الأمْسِ أُمنِيَةً
كيْما يُغَرِّدَ في دَمي الوعدُ

وأخُطُّ مِنْ جَمرِ الضُّلوعِ رؤىً 
خضراءَ فيها اليُمنُ والسَّعدْ

وأقولُ للعُصفورِ  عِمْتَ جَوىً
فاسْعِفْ بلاداً لمْ تَمُتْ بَعْدُ

بادِرْ إليها بالغناءِ فَرُبَّتَما يُغَنِّي القاحِلُ الجَرْدُ

 واسفحْ لهاتَكَ في المَدى زَجَلاً
يَندى بِفَجْرٍ طَعْمُهُ شُهْدُ

يا هِنْدُ كَمْ أرسَلْتِ مِنْ كُتُبٍ
فيها سهامٌ ما لَها حَدُّ

لا ترْشُقيني بالعتابِ فَقَدْ
زُرِعَتْ فِخاخٌ خانَها العَدُّ

ثَغري جَفافٌ والجنى وَجَعٌ
والحلْمُ نَحوَ الوهمِ يَرْتَدُّ

روحي لِحضنِكِ طِفلَةٌ وَلَكَمْ
لِحَنانِ ضَمِّ الحِضْنِ تَحْتَدُّ

لكِنَّهُ الحِرمانُ نَلْمَحُهُ
في زِيِّ غُولٍ ثَوبُهُ الصَّدُّ

سدَّ المعابرَ بالنُّدوبِ فَلَنْ
نَلِجَ اللِّقاءَ وَدونَنا سَدُّ

لا تَرْتَجي يا هِنْدُ مِنْ رَجُلٍ
أوْهَتْ قُواهُ الحربُ يا هِنْدُ

ياسر فايز المحمد-سوريا-حماة

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...