الولادة الجديدة
جئتِ , والعمر في خريفٍ وئيدِ
كالصبـــــاح النــديِّ فوق الورودِ
وتهـــاديتِ نسـمةً فــوق روحي
صرخ القلب : هل لها من مزيدِ ؟
كنتُ أغلقتُ من زمانٍ فـــؤادي
وشراعي طويته في بـــــرودِ
قد مللتُ الإبحــار بين الغواني
وملأتُ الجِـرار من خمر غِيــــدِ
سفري طال بين جِيــدً , ونحرٍ
وحقـــولٍ تفـــور بين النهــــودِ
خِلتُ أنّي اكتفيتُ عشقاً , وحبّاً
فإذا أنتِ قد أعدتِ عهــــــودي
وإذا القلب يستفيق صبيّــــــاً
ودمائي تراقصت في وريـــدي
وإذا الرّوح غرّدت مثل شــادٍ
ما لعمري يحسّ بالتجديــــد ؟
أيُّ مسٍّ أصابني حين ريــــمٌ
هلّ صبحاً كزهرة الأوركيـــــدِ
صار قلبي حدائقاً , وربيعــــــــاً
سِرْبَ طيرٍ يجود بالتغريــــــدِ
آهِ من ظبيـــةٍ تميس دلالاً
وصْفُها , لو أردتُ , فوق الحدودِ
أشعلتْ فيَّ من رمادي جِماراً
كمــــــلاكٍ من جنّــــة المعبودِ
لستُ أدري , أأنتِ حلْمٌ جميلٌ ؟
أم تُراني سكرتُ من أمــــلودِ ؟
تتلوّى كغصن بـــــــانٍ , وقلبي
مثل طفلٍ يعيش فرحة عيــــدِ
أنتِ , ما أنتِ ؟ أنتِ وحْيٌ لروحي
تاه حرفي , وجــنّ منكِ قصيدي
كلُّ أنثى سواكِ محض خيـــالٍ
فمتى قِيسَ جوهـرٌ بحديــــدِ ؟
ربّةَ الحسْن , لا تلومي شــقيّاً
عاد صبّاً , وفي غرامكِ زيدي
عمّديني , فقد وُلِدتُ جديـــداً
حين بالحبّ قد أذبتِ جليــدي
يا إلهي , ومعجـــــزاتكَ حـــــقٌّ
فأنا عشتُ جنّتي في الوجـودِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق