بينَ رُمْحٍ وَمِجَنِّ...
بَينَ رُمْحٍ وَمِجَنِّ
لمْ أزلْ أرتُقُ ظَنِّي
أحْسَبُ اللَّيلَ صَديقاً
هائِماً في سُهدِ جَفْني
وبناتِِ النَّعشِ سِرباً
من ظِباءٍ غازَلَتْني
وعيونَ البدرِ حِرزاً
كَمَّهَ الحُسَّادَ عَنِّي
والينابيعَ النَّشاوى
صَوتَ مِزمارٍ أَغنِّ
خابَ حَدْسي يا فؤادي
في اجتهادي لا تلُمني
كانَ إحساسي سَراباً
في مفازاتِ التَّمَّني
أغدقتْ كَفَّايَ شُهداً
فارتَوتْ من قارِ ضَنِّ
ما خدعْتُ العِشْقَ لكنْ
أهدى صدري سهمَ مَيْنِ
فامتشقْ جَمرَ الحَنايا
واعبُرِ الوصلَ لِبَيْنِ
واخْفِ عَنهمْ ماتوارى
في شَراييني وصُنِّي
لا تُبَلِّغْهُمْ حنيناً
يرتوي مِنْ غَيمِ عَيْني
واختَبِئ في كَهفِ يأسٍ
قَرِّبَ الأجداثَ مِنِّي
عافَتِ الأَحلامُ غُصني
وارتدَتْ ثوبَ التَّجَنِّي
وبَنتْ في الصَّدرِ كَوماً
مِنْ هُمومٍ أرهَقتْني
كُلَّما حاوَرتُ هَمًّا
صبرُ عَزمي فرَّ مِنِّي
غَيَّرتْ شَكلي اللَّيالي
فكأنِّي لمْ أَكُنِّي
أسرفَتْ في اللَّومِ نَفْسي
بالغَتْ في قرعِ سِنِّي
أعلنَتْ نعوةَ نَبضي
ملأتْ بالصَّابِ دَنِّي
وأنا مازلتُ طِفلاً
رغمَ حِرماني المُسِنِّ
لَنْ يُطيلَ الدَّمعَ شِعري
يا دَواتي فاطمَئِنِّي
في لَهاتي ألفُ بَوحٍ
مِنْ عصافيرَ تُغَنِّي
تَملأُ الدُّنيا حُقولاً
مِنْ نَشيدٍ مُطْمَئِنِّ
شاعرٌ قلبي مَلاكٌ
مُتْعَبٌ مِنْ مَسُّ جِنِّي
فَانْتَعِشْ يا لُغْزَ ظَنِّي
بينَ رُمْحٍ وَمِجَنِّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق