معجــــــــــــــــزة
عيناكِ يا امــــــرأةً تهزّ كياني
أســــطورةٌ مجهولــة الأركانِ
وحشيّةٌ , لولا نظرتُ لسحرهـا
ذاب الفؤاد , وتهتُ كالهيمانِ
وغدوتُ مهزوماً أمام جمالهـا
دكّت حصوني , أثملت فرساني
قد جئتُ مثل الفاتحين ,فما جرى
حتى أعود بغصّة الخسرانِ ؟
في كلّ شـــبرٍ قد أقمتِ كتيبةً
أو قلعــــةً , وجميعها أضناني
شفتاكِ تشهر خمرها , ورضابهــــا
فيجنّ من لَعْساءَ خمرُ دِنــــانِ
كالنحل كم حاولتُ رشفَ رحيقهــا
ويلي , أتسكرني بها شفتانِ ؟
وبِريقِها سيلُ اللظى , واحسرتي
لا أستطيع القربَ من بــــركانِ
وإذا بجِيـــدٍ يشرئب كظبيــــةٍ
من مرمرٍ , وازدان بالمرجانِ
لمّا رآني قـــــد أتيت كهائـــــمٍ
قال : انتبهْ , والرّفق بالغــــــزلانِ
وقلاع صدركِ أشرعت أبوابهـا
لمّا تزلْ بشموخها الرومــــــاني
وتفتّحت فيها جنائن للهــــوى
ملآى بتفّـــــــاحٍ , وبالرّمّــــــانِ
والفاتح المسكين يحرقه الجوى
ظمأً يموت على شفا غدرانِ
عيناكِ أحلى من حدائق بابلٍ
إعجازها قد فاق كلَّ بيــــــــانِ
في الكون قبلكِ معجزاتٌ سبعةٌ
حتى أتيتِ , فقد غدونَ ثماني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق