يا دار زينب أين أهل الدار ... رحلوا أليس لديك من أخبار
دار لآنسة بجانب شخدر ... و إلى جنوب مشارف البازار
و لكم بذكراها تداعب خاطري ... يا جنة مكتظة الأشجار
أقوت و أدخلها الزمان شباكه ... فهوت شهيدة طعنه الغدار
و دخلت فيها فوق صهوة سابح ... فبكى على بنيانها المنهار
فنزلت عنه و الدموع بحتها ... مني على الخدين كالمنشار
ثم انتقلت أطوف بين ركامها ... متمزقا مترامي الأنظار
حتى بدا حالي كحالة طفلة ... مسكينة مكسوة الأطمار
أردى الزمان بأمها فغدت تنا ... دي الأم يا أمي على التكرار
جلست بجانب قبرها فاستأنست ... فيض الدموع كوابل مدرار
ما من كلام محزن و مؤثر ... إلا و كان يلوح لي في الدار
أسفا عليها كيف أضحت هكذا ... و غدت فتاتا في يد الإعصار
يا أيها الدهر المهيمن إنني ... سأقول عنك عجائب الأخبار
أن الديار كدمية تلهو بها ... و تقودها للذل باستمرار
كانت قديما لا تقاس بغيرها ... فتهدمت بتغير الأطوار
حتى غدت للدهر مثل خرابة ... ملفى الوحوش و مسكن الأطيار
الوحش كالدهر الرهيب ببطشه ... و كلاهما داء على الأعمار
فالوحش يبقي في الفريسة عظمها ... و الدهر يبقي الدار في آثار
و لقد أتيتك تائقا فإذا أنا ... مثل الفراش يطير فوق النار
تبا لدهر أنت فيه حزينة ... و يتيمة من دون أن تختاري
لو كان ظالمك امرأ لقتلته ... فتصبري لمشيئة الأقدار
هلا سمحت لي الصلاة أداتها ... في الأرض فوق ترابك المختار
يخبرك ثغري أنه متشوق ...بتلهف في قبلة الأحجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق