الأربعاء، 17 يونيو 2020

الشاعر سيف الهمداني .. قد كان عندي بلبل في قفص من خشب

قد كان عندي بلبل في قفص من خشب
........................
أشدو مع العصفور في الصباح
تجتاحني أعنة الرياح
و تشتكي لي في الضحى أسنة القطيع
من عاشروا كافور في المدينة
و أصلحوا مفاتنا للمومس الجرباء
و لونوها أحمر الشفاه
من أيقظوا المغول بالسلاح
و حملوا المباخر العقيمة
و بدلوا مداعة للكيف
حريمهم مقيمة
و أشعلوا بغداد في طريقها الحزينة
تنام ملء جفنها
كغيمة المعتصم الزائر للبلاد
قد قام من قبر يشيد
في بناء القدس بالسيوف
يقابل الأطفال و النساء
في مخيم النزوح
يطبب الموتى
يبلسم الجراح
يحضر في أرصفة اليقين بالرماح
"قد كان عندي بلبل
في قفص من ذهب "
فمات في الليل البهيم
تاركا وراءه الأبناء و الأحفاد
جاعوا و لما يطعموا
مذ زرعت مدائن القمار
توردت في جفنها مرابع القبيلة
و ماتت القمل على جدائل العروس
و لم تقم نائحة النفوس
مربع الشطرنج قد يحنو
على البيادق القديمة
لتصطلي في حربه بيادق سليمة
و تسرج الحصون في الظلام
عند مدخل المدينة
تلكأت جوارح الأحرار
و أسلمتنا للهوى سهامها الجرئية
و ألهبتنا بالسياط عاقر شمطاء
تلمست قلوبنا
بل أكلت أكبادنا
و اقتلعت أعضاءنا تبيعها
بوارق البسوس
و اتحد ابن العلقمي في مرافئ الجزيرة
مع الصليب القابعين
في مرابض الأسود
و ارتفعت راياته السوداء في الحدود
ليأخذ الشبان في سجونه الحمراء
و يقتل الأطفال في حروبه السوداء
و يبسم ابتسامة صفراء للأموات
القابعين في قبورهم
بيوتهم إيجار
نباشهم إيجار
.........   ...........
.........   ..........
تعنكبت قراهم
تعقربت جيرانهم
و غسلت أموالهم
بالفقر و الإفلاس
مقابر غبراء 
تحكي قصة الأحرار
...............
سيف الهمداني
اليمن ...
12/6/2020

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...