((...إناءُ الشَّوقِ ...))
بيتي المدى و عواطفي غنّاءُ
و حدائقي ضاقتْ بها الأرجاءُ
يرنو إلي الأفْقُ منْ حسدٍ بهِ
و تطوفُ حولي في الضُّحى الأضواءُ
و إذا النُّجومُ فهمنَ فحوى همستي
غشاهمُ الإنصاتُ و الإصغاءُ
و كذلكَ الأطيارُ تهفو مثلما
تهفو إلى أشجارها الأفياءُ
و الماءُ يصفو عندما يشتاقني
فتصيبهُ اللوثاتُ و الإغماءُ
و الريحُ تهدأ، كيفَ يهدأُ عاصفٌ!
حتّى كأنَّ هدوءها استحياءُ
و البحرُ يغفو عندما أرتادهُ
هوَ ليسَ يحلمُ موجُهُ استرخاءُ
والزَّهرُ يأتي حالماً متلثّماً
فإذا نزعتُ لثامَهُ يستاءُ
أبقتْ إليَّ العاشقاتُ يردنني
فأتينَ حتَّى الكاعبُ الحسناءُ
و النحوُ مرتبكٌ أمامي منحنٍ
فلكلِّ قاعدةٍ بهِ استثناءُ
كلُّ اللغاتِ إذا رأتني طالعاً
قدْ خانها التعبيرُ و الإنشاءُ
و الشوقُ قدْ أودعتهُ في خافقي
و القلبُ للشوقِ العصيِّ إناءُ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الْأَشْقَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق