الثلاثاء، 2 يونيو 2020

الشاعر حاتم متولي .... خاوي الوفاض

.               (خاوي الوفاض )

خَـــــاوِ الوِفَــــاضَ فـــَلا مَــالٌ وَلا وَلـــَدُ
وَلـي هُـنَـــــــاكَ مــــــَرَابيــــعٌ وَليْ بَلــــَدُ

وَلي كَـــثـَــيْرٌ وَلــٰكــِنْ بَيْـــــنَـنَا حُــــجُبٌ
تعــــلو كَـــمَا الطــــودِ لا يـَـسْتَــعْلِهَا أَحَدُ

لَمـلِـمْ شَــــتَاتَكَ قَــد بَانَــتْ مَـــقَاصِدُهُمْ
فَالــــدَّارُ سُـــكَّـانُهَا عَــنْ وَصْـــلِنَا زَهَـدُوا 

ضِـــــدَّانِ لـــم نـَتَّـــــــفِقْ إلا على هــَـددٍ
كـــــأنّ وُرْدَ سِــــقَائِي  غَــــيْرَ مَــا وَرَدُوا

أوَّاهُ  من عَـــاثـِرٍ  إِنْ مـــــَدَّ  خُــــــطْوُتَهُ
فـي إيِّ وَاجِـــــهَةٍ أحٔـــــزَانُــهُ الـــــرَصَـدُ

أوَّاهُ مــــن قـِـــسْمَةٍ في أَمــــْرِنَا قُـسِـمَتْ
يـِـــدِي الـــتي زَرَعـــَتْ لَـٰكِـــنُّهُمْ حَـصَدُوا

أوَّاهُ يـَــــا هـَــــــدْأَةً  كـــانـــت  ومُــــتَّكـأً
صَــنَـعْـتُهَا لِي وَكـُـثْرٌ  فَـــوْقَــهَا  وَسَــدُوا

أَوَّاهُ مــــمَّــا جـــرى لي  فـي مــحــبـتِـهم
حَفــِـظْتُ عــهداً ولــكـن أيـن من عَهِدوا ؟

أوَّاهُ يَــا  كـَـــتِـفِـًا  حــيـن  احـتــمـلـتُهُـمُ
كــم مــن صَـغـيرٍ وغِــرٍ  فـــوقَهُ صَـعَدُوا

وَسَّـــدتُ جــنـبي  لهـَـم رُكــناً بـــلا كـَــللٍ
حتى استــــوى عــودُهم والآن همْ بَعدُوا

رَأَيْتُــهُمْ  أُمَــمَـًا قـــد فَنَّـــــدُوا حُـــجَجِي
واليــــوم  لا طَــــاقـــةٌ عِنـْــدِي وَلا جَــلدٌ 

وَاليــَــومَ مـُــرَّتـــِحـُـلٌ للــتِــيْهِ أَقْـــصُــدُهُ
وَيقْــصُــدُ الـتَّيْــهَ مـَـنْ أَلــبَابــُهُمْ شَــرَدَوا

مـَـا ضَـــــرَّنِي سـُـحُبٌ تــَأتِي عـَــوَارِضُـهَا
عَــليَّ لـَــــيْلاً فـَـــــيُزْجِي قَلــبِيَ الـــزَبـَـدُ

أو في الضحى بعد نومي في العراءِ على
ســفحِ الـبــيوتِ  التي ســكانُــها سُــعِدُوا

عقلُ الـلـبــيبِ مــــن الأوجــــاعِ يَــفـقِدُهُ
والقلــب في ظلـــماتِ الليـــــلِ يـَـرْتـَـعــِدُ

أُكـــَــذِّبُ الـــيـومَ إنْ خــبـــرتـُكم سـَــلفَـًا
أَنــِّي سَـــأحْــيَا سَــعِيـْـداً ليــس بي كَـمدُ

أُكَـــــــذِّبُ  الأن إِنْ  كـــانـِـتْ  بِقـَـافـِيـَتِي
بَعـْـضُ  السـَـــعَادةِ  بــِالأحـــــزان تَتـَّــحِدُ

فــَــلا  تُــحاسبني  يــَـا سَــامِـعَـًـا  كــَـذِبِي
وَفــَّيـْـتُ وَعْــدي فَــهَلْ حـَـقْــًا عَليَّ يــَدُ؟

خـَلــُّو سـبـــيلي فـــــذاكَ الأمـــرُ أتــعَبــني
جـُــلُّ الــــبـلاءِ على صَـــــدري  لـَــهُ أمـَــدُ

يـَـا وَطـْـاَةَ الـحُــزنِ كـُـفِّـي ذَبـْـــحَ أَوْرِدَتِي
حَانـَـت نِهـَـــايَةُ أمْـــري وانـْبــَرَى الجـَسَـدُ

حَمَلـــتُ في جـَـسَدي مـَـــا لـــَيسَ تُنـْكِرُهُ
عيْــنٌ وَعــَقـْـلُ  ولا  يُحْـصَـى لـَـهُ عـَـــدَدُ

سهـــمٌ بخـَـاصـِرَتِي قــد بــَاتَ يفـــتِكُ بي
مــا ظـــلَّ سَهمٌ ولـٰـكـنْ جـــــاءَهُ المَـــدَدُ

يُطــوى الشـــبابُ أمــامَ الـعينِ في عــجلٍ
ولســـــــتُ أدري أَسـَـهـمـــًا آخـــراً يُـــفِـدُ

هــُـوَ المَشـِـيبُ فَــهَــوِّنْ فـي مـــعـاقــبتي 
لــمَ الــعـــقابُ ومــا ذنــبي ؟ فــلا أجِــدُ !

فـأتــعـسُ الـناسِ حَـــظّــًا مــثلَ شَاكِلـَـتِي
وَأَصْــوبُ النـــاسِ عـَقْـلاً للهــوى جَـحَدُوا

وَأَصـْــعَبُ الأمـــرِ بالإنـــسانِ حـَيـْنَ يــَرى
أَعـْـضَــاءهُ كُلَّـهَا للـــَيأس قَــــد سـَــجَدُوا 

                  #حاتم_متولي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...