سياج الشوك
يــا وردةَ الذكـرى أخانـَكِ برقـًعُ
أم أنَّ عـيـنـَـك لـلـنّـدى تتـطلـعُ
رشحَتْ من الأقـدارِ ريـحُ هزيمةٍ
وعلـى خدودِكِ بعضُ قطـرٍ يفزعُ
أتُرى على الأحــلامِ أنت حزينـةٌ
إذ أُجهَضَتْ وعيـونُ قلبـِك تدمــعُ
أم أنّهـا القضبــانُ تفتكُ بالهـوى
ووراءهـــا عـطـرٌ بنــا يـتـضوعُ
يـا زهـرةَ الأحـزانِ كيـف تذللـتْ
بتلاتـُك الجـذلـى وجـذرُكِ يخضعُ
أومــا وعـدتِ بأنَّ يـومَ لقـائـنــا
كأسٌ بألــوانِ الصّبــابـــةِ مُتـرَعُ
وبأنْ تكـونـي للـفـؤادِ قـصيــدةً
في واحـةِ الشّعـرِ الفتيّ تَرعـرعُ
وبأنْ تكـونـي في الرّيــاح قويـةً
وبأنّ شمسَكِ في الغداةِ ستـطلـعُ
ردّتْ وقد سكنَ الجمـالُ بنبضِهــا
والعيـنُ من طيـفِ الصّبابةِ أخشعُ
قد أذبــلَ الإعـصارُ قلبـًا نـابـضًا
والرّوحُ بـاتـتْ للـجـوى تتـجــرّعُ
وخطى الحبيبِ عن العيونِ بعـيـدةٌ
وعلى جدارِ الشوكِ روحـي تقبـعُ
والدودُ ينـخـرُ في الجذورِ مُخَرّبـًا
والمـوت فـي الأجــواء لا يتـورع
جـفّـتْ ينـابيــعُ الحنــانِ بأضلعي
والعطـرُ غـادرَ لا أظنُّ سـيـرجــعُ
فغلـت دمائي في العروقِ كمرجلٍ
وتركـتُ روحـي حـولـَهــا تتـوزّعُ
وسلَلـْتُ سيفَ الحبِّ من أحداقـِهـا
والأرضُ مـادتْ والضّلـوعُ تَقـَطـّـعُ
وعلى سياجِ الشّوكِ ألقي مهجتي
فإذا بنزفـي ألـفُ شمـسٍ تسطـعُ
في حضنِهـا نبتـَتْ بقلبـي نخـلــةٌ
مثـلَ النّجـومِ بدتْ بأفـقـي تلمـعُ
وعلـى السياجِ تركتُ بصمةَ عاشقٍ
لـثـمَ التـرابَ ... وقلبـُه لا يركـعُ
ولـه جذورٌ في الوجـودِ عميـقــةٌ
كالتيـنِ والزيتـونِ ليسـتْ تـُقـلـَعُ
إن كان في نزفِ الدّمــا إحياؤهـا
فلأجـلِ عـينـيـهـا يطيـبُ المصرعُ
وعلى سطورِ الموتِ أروي قصتي
وطنـًا ... بعمقِ جـوارحـي يتربـّعُ
#ريميّات #شموس
السبت 11/4/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق