---------------------- حوار معَ عصفورة --------------------
وَرَدتُ ماء المُنى أسعى لمجراهُ ...........لمّا تذوّقتُه أدركتُ مغزاهُ
رأيتُ صورةَ عُصفورٍ على فَننٍ ......قامت تغازلُهُ في الغصن أنثاه
في صفحةِ الماءِ أمواجٌ مكسّرةٌ .........كأنّها أسطُرٌ تجري و تغشاهُ
وحاجبُ الشّمس عِندَ الفجرِ ضاحكَها.....فضاحكَته ولم تُدركْ نواياهُ
وأبرقَت من جمال الثغر بسمَتُها .........لمَا تَراءَت لها صُبحاً ثناياهُ
رقراقةٌ في انسياب الدمعِ بلسَمُها ....مالَت عَلَيهِ فأخفى الشّوقُ عيناهُ
وأرسلت همسةً أصغَى النسيمُ لها .والسرّ مِن طَبعِها والجهرُ تخشاه
جلَستُ اشكو لمَن أخشاهُ أُمنِيَتي .........والحُرُّ لا يَشتَكي إلا لمولاهُ
متى أرى النورَ يغشاني فَأُدرِكُه .....متى أرى أملاً في الحبّ أَحياهُ
متى ستُشرقُ شمسُ الحُبّ في بلدي...ويختفي الظلمُ والطغيانُ أنساهُ
فزقزقَتْ بجميل اللحنِ منشدةً ...عُصفورةُ الغُصنِ ما لَم يَخفَ مَعناه
قالت تُعاتِبُني تبّاً لمَن ضَحِكوا...والقدسُ تبكي تَصيحُ الصوتَ ويلاهُ
يا أمةً العُربِ والإسلام قاطبةً ....لمَ استَكنتُم وسِرتُم خلفَ مَن تاهوا
ضاعَت أمانتُكُم والذّلُّ فرّقكُم ............كأنّكم في عِداد الخلق أشباهُ
نحن الطيورُ وإنْ كلّت عَزائمُنا ........لو هاجَمَ الصَّقرُ مَأوانا قَتَلناه
تركتُم الدينَ، والدنيا مطيّتُكُم .........والله ينصرُ مَن في الحقّ والاهُ
عُودوا إلى رُشدِكُم يا قومُ وانتبهوا ........قبل الأوانِ فَلَن ينساكُمُ الله
رفعتُ كفّي إلى الرحمن أشكرَهُ .........أنْ عَلَّمَ الطّيرَ ما كُنّا جَهِلناهُ
وقلتُ عصفورتي ماتَت ضمائِرُنا .....الكلُّ فينا يُغَنّي وِفقَ ليـــــــلاه
مَن يزرعِ الخيرَ يَحصدْ مِن خَمائِلِهِ ......وزارعُ الشرِّ أشواكٌ ستَلقاه
====================================
عبد العزيز بشارات/أبو بكر/ فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق