الثلاثاء، 3 مارس 2020

الشاعرة فاطمة الزهراء غربي .. مغيب

" مغيب "

لدى مغربٍ خابي الضّياءِ كأنّه
نذيرُ فراقٍ مقبضِ الشّكل شاحبِ

وقد لفّني صمتُ الأصيلِ ووحشةٌ
تهادتْ على الآفاقِ من كلّ جانبِ

جلستُ كتمثالٍ يهاجمُني الأسَى
كوحشٍ حديدِ النّاب فظِّ المخالبِ

أُصيحُ و لا شيءٌ سوى الصّمتِ مطبقٌ
كأنّ جميعَ الكون مِحرابُ راهبِ

تهامستِ الأطيارُ حولي وأقبلتْ
عليّ تؤاسيني كألطفِ صاحبِ

تُغرّدُ في صوتٍ رقيقٍ موشوشٍ
وتختالُ حولي بين آتٍ وذاهبِ

هنالك أسرجتُ الحنينَ كشمعةٍ
لمن عشتُ أهواهُ وأجملِ غائبِ

أعاينُ : هل يأتي ؟ وفي القلبِ لهفةٌ
تكادُ إذا شبّتْ تُذيبُ ترائبي

جلستُ و أطيافُ الأصيلِ تراقصتْ
كرقصِ حزينٍ أو تمايلِ شارِبِ

ومدّتْ خيوطُ الشّمس خيمةَ مأتمٍ
عزاءً لقلبٍ نازفِ الجرحِ خائبِ

ثمانٍ وعشرون انتظاراً أقمته
وأفرغتُ قلبي من جميع الرّغائبِ

ثمانٍ وعشرون احتمالاً وموعدا
ولكنّ سهم الحظّ ليس بصائبِ

ثمانٍ وعشرون الفؤادُ موزٌع
بهجرِ خليلي أو بطعنِ الأقاربِ

وحيدةَ عصري صرتُ أشكو غيابَ مَن
أحبُّ ، رفيقِ الرّوح ، بدرِ غياهبي

محطّات ذاك العمْرِ أمستْ كئيبةً
وقد كنَّ قبلاً ضاحكاتِ الجوانبِ

تلوحُ بها ذكرى لنا قدْ تناثرتْ
ولم يبقَ منها غير صمتِ المغاربِ

شكتْ لي حنيناً ثمّ حزناً ووحشةً
لمن أخلفَ الميعادَ خُلفَ معاقِبِ

فعدتُ أجرُّ الخطوَ حيرى كسيرةً
تُداعب أنسام المغيبِ ذوائبي

ويسألُني دربي : لأينَ صغيرتي ?
فقُلتُ له : ها قدْ جمعتُ حقائبي

ونادت طيور الحقلِ مابك زهرتي ?
أجبتُ بحزنٍ : قد فقدتُ حبائبي .

فاطمة الزهراء غربي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...