الأحد، 2 فبراير 2020

الشاعرة الزهراء غربي .. فتى الجزائر

"فتى الجزائر" 

روى الثّرى بدمٍ كالمِسْك إذْ فاحا
وأسرجَ الخُلد في دنياهُ مِصباحا

وصاغَ أُسطورةً للحُبّ مدهشّةً
كم هز إبهارُها فكراً وأرواحا

هو المجاوزُ حدّ المستحيلِ على
مطيّة المجد طوّافاً وسوّاحا

كسا الحياةَ خلوداً فوقَ طاقتِها
وأذهلَ الموتَ حتّى هشّ وانزاحا

في صُحبةِ الأنْبيا ما انفكّ مرتحلاً
يرتّل البُشريات البيضَ صدّاحا

وفي حَواصلِ خُضر الطّيرِ قد ألِفتْ
حياته بظلال العرش أفراحا

هو الشّهيدُ سراجُ الخلدُ  جذوتُه
ضاء الزّمان بها إذ نورُها لاحا

تبقى عطاياهُ والأشياءُ زائلةٌ
والذّكر منهُ بسمع الدّهر قدْ صاحا

حباهُ بارئُنا ماليس يدركُهُ
وصفٌ ولا قلمٌ أوفاهُ إفصاحا

تخلّدت فيه لحظاتُ الحياةِ على
سفرِ الجلال ، وعمَّ الطهرُ  وانداحا

فليسَ تُنبيك عن أفضالِهِ لغةٌ
علا البيانُ بها واشتدَّ إيضاحا

ولايحيطُ بمعناهُ  وجوهرِهُ
شعرٌ ولو فاقَ إطراءً وأمداحا

من كالشّهيد سما في النّاس منزلةً
وصيّر الموتَ للجنّات مفتاحا

وذلّلَ المجدَ حتّى لانَ شاهقُهُ
وسار للخيرِ والعلياءِ طماحا

فتى الجزائر يابنَ المجد كم مهرت
دماك هذا الثرى فاهتزّ نضّاحا

وأنبتَ الكبريا أُكلاً حلا ثمراً
وزاد أسهمَنا في الفخرِ أرباحا

مليونَ نجمٍ مشى للخُلد في شممٍ
ونصفُ مليون خطّوا العزّ ألواحا

تحيّة الشّعر للأبرار  للشّهدا
لكلّ من عاشَ غطريفاً وجحْجاحا

فاطمة الزهراء غربي

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

بوركت أختنا الزهراء...وبورك عظاؤك ..وبورك نبض حرفك الزاهر.

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...