الأحد، 16 فبراير 2020

الشاعر أحمد عبدالرحمن جنيدو .. أناكَ ....

القصيدة السادسة
من ديوان (إنها حقاً)
أَنَاكَ
شعر أحمد جنيدو
حَـلِّـقْ بحِـلْـمِـكَ فالـسَّـمَـاءُ رُؤَاكَـا.
مَنْ يُـمْـسِـكَ الحُـلْـمَ الكَـبِـيْـرَ سِـواكا.
اعْـبِـرْ حُـدُودَ الخُوْفِ لَسْتَ مُقَيَّداً
فَـالقِـيْـدُ فِـي فِـكْـرِ الـوُقُـوْعِ هُـدَاكَا.
مِنْ حَـبَّـةٍ تَـأْتِـي الـسَّـنَـابِلُ والجَّنَى
أَنْـتَ الـمُـكُـــوِّنُ وَالـتُّـرابُ يَـدَاكَـا.
سَـــــيَـتُـوْهُ فِـيْـكَ مُـقَـنَّـعٌ وَمُـحَـطَّـمٌ
يَـبْـنِـي الـقُـدُوْمَ عَلَى نَـوى مَـأْوَاكَا.
سَـتَقُوْلُ فِي عِزِّ المَصَائِبِ مُوْطِنِي
أَلَــمٌ يَـقُـوْلُ: مَـضَـى وَمَـا أَدْرَاكَا.
اطْـلِـقْ زَئِيْرَكَ فِي الحُرُوْبِ مَهَابَةً
وَاصْـرُخْ بِـحَـقِّـكَ لُوْ يَـرِدُّ صَـدَاكَا.
مُدَّ السَّــلامَ عُـيُـونُها الكَحْلَى بَكَتْ
وَعْــــــداً يُــقَــلِّــدُ تَـاجَـهَـا لُـوْلَاكَـا.
هُـمْ يَـعْـلَـمُـوْنَ لِمَ الضَّحِيَّةُ أُجْبِرَتْ
فالصَّمْتُ فِي دَأْبِ الرُّضُوْخِ رَمَاكَا.
أَنْـتَ الـمُـكَـنَّـى فِي الرِّسَــائِلِ مُلْهِمٌ
مَـهْـمَـا الحُـرُوْفُ تَجَـاهَلَتْ مَعْنَاكَا.
يَـا أَيُّـهَـا المَـسْــحُـوقُ مِنْ أَقْـدامهمْ
اِرْفَـعْ يَـداً كِـي تَـسْــتَـعِـيْـدَ مُـنَـاكَـا.
هُـمْ يَـسْـكَـرُوْنَ عَلَى دَمائِكَ خِلْسَـةً
أَنْـتَ الرُّسُــوخُ لِمَنْ تَـصِـبُّ لَـمَـاكا.
مَـرُّوا عَـلَـى جُـثَـثِ البَـرَاءَةِ لَـمْحةً
وَضَعُوا الوُرُودَ على ضَرِيحِ هَوَاكَا.
عَـبَـرُوا الـدَّمَـارَ كَـأنَّـهُمْ فِي نِـزْهَـةٍ
وَ تَـبَـعْـثَـرَ الإِحْـسَـاسُ فِي مَـثْـوَاكَـا.
مَـضَـغُـوا كَـلَامَـكَ فِي الخِيَانَةِ تَفْلَةً
وَتَـصَـنَّـعُـوا أَنَّ الـمَـنَـاصَ شَـجَـاكَا.
لَا تُـسْـرِفَ الأَحْـلَامَ فِـي أُكْـذُوْبَـــةٍ
يَـلِـدُ الـزَّمَـانُ إِلَـى الهَـبَـاءِ ضُـحَاكَا.

تَـتَـوَالَـــدُ الأَيَّـامُ فُـوْقَ خَـدِيْـعَـــــــةٍ
لِـتُـبَــشِّــــرَ الأَمْـوَاتَ مَـنْ أَعْـمَـاكَـا.
كَـانَـتْ تُـوَارِي نِـصْـفَـها في حَـفْنَةٍ
ذَرَّاتُـهَـا دَمُــــكَ الـمُـعَـلَّـــــبُ ذَاكَـا.
يَـتَـفَـنَّــنُ الـمَـأْفُـوْنُ فِـي تَـرْوِيْـعِـنَـا
وَيُـجَـلْـجِـلُ المَـسْـلُـوْبُ فِي مَـلْـقَاكَا.
أَنْـتَ الـمُـوَدِّعُ كِـيْـفَ عُـدْتَ مُحَـمَّلاً
بِالنَّـزْفِ والإِرْهَـاصُ فِي مَـسْـعَاكا.
فَـتُـسَـافِـرُ الصُّـوَرُ القَـدِيْـمَـةُ لَـعْـنَـةً
بُـدَعٌ  تُـقَـلِّـبُ  ذِكْـرَيَـاتِ  صِـبَـاكَـا.
قُـمْ مِنْ سُــبَـاتِـكَ فَـارِسـاً أُوْ مُتْـلَفاً
لَا فَـرْقَ فِي الأَمْرِيْنِ عِـنْدَ سِـوَاكَا.
مَـاءُ القَصِـيْـدَةِ مِن هَـواءِ صُدُوْرِنَا
والحَرْفُ يَحْفِرُ فِي الوَرَى مَجْرَاكَا.
ويُـعَـمِّـقُ الأَبْـعَـادَ يُـرْهِـنُ غَـارِباً
وَ يَـزِيْـدُ فِـي وَجَــعِ الـبَـقَـاءِ أَنَـاكَـا.

تَـتَـسَـابَـقُ الكَـلِـمَـاتُ سِـرَّ فَـرَاسَــةٍ
تَـجِـدُ الـوُصُـوْلَ إِلَى الفَـرَاغِ أَتَـاكَـا.
فَاجْـمَـعْ بَـقَـايَـاكَ الكَـسِـيْـرَةَ صُدْفَةً
مَـازَالَ يَـلْـمَـعُ فِي الخُـنُوْعِ رِضَاكَا.
مَـازَالَ يُـنْـجِـبُ عَـاقِـراً وَخُـصُـوبَةً
تَـلِـدُ الـوَقَـاحَـةَ مِـنْ رَزِيْـنِ عُـلَاكَـا.
وَ تُـقَـاسِــمُ الأَلْـوَانَ مَـاءَ مَـعِـيْـنِـهَـا
وَ يَـدُوْرُ فِـي فَـلَـكِ الضَّـيَـاعِ مَـدَاكا.
مَـازَالَ غِـيْـرُكَ لِـلْـمَـحَـبَّـةِ مُخْلِصاً
إِنْ بَـعْـتَ فِي سَـفَـرِ المَـهَـانِ شَذَاكَا.
يَـتَـذَكَّـرُ الـوَلَـدُ الـصَّـغِـيْـرُ خِـيَـامَنَا
نُـصِـبَـتْ عَلَى مَـسْـمُـومَـةٍ تَرْضَاكَا.
رَحِـمُ الحَـقِـيْـقَـةِ لَا يَـبِـيْضُ مُحَرَّراً
إِنَّ الـحَـقِـيْـقَـةَ فِي الـصِّـرَاعِ دِمَـاكَا.
قِفْ مِثْلُكَ التَّارِيخُ فِي خَدَرٍ مَضَى
أَتُـلُـوِّثُ الـتَّـارِيْــــخَ؟! مَــا أَغْـبَـاكَـا.

أَتُعِيْـدُ مَـلْـحَـمَـةَ الـوِلَادَةِ صَـامِـتاً؟!
لَا يَـنْـفَـعُ التَّـسْــوِيْـفُ فِـي مَـلْـقَـاكا.
قَـدْ لَا تُـصَـدِّقُنِي الحِكَايَةُ إِنْ رَوَتْ
تِـلْـك التَّـفَـاصِـيْـلُ اخْـتَـفَـتْ تَهْوَاكَا.
لَا يَـنْـقِـصُ الوَعْـدُ الأَمِـيْـنُ مَحَـجَّةً
هَـــا قَــدْ يُـغِـيِّـبُـنَـا الـهَـوَى إِدْرَاكَـا.
يَـا أَيُّهَا المَـسْـجُـونُ فِي قَفَصِ الأَنَا
سَـيَـمِـرُّ ضُـوءٌ مِن خِـلالِ شَـظَـاكَا.
تِـلْـكَ الـنَّـوَافِـذُ مَـنْ تَـبُـوحُ دُمُـوْعَنا
لِـلْـعَـابِـرِيْـنَ عَـلَـى أَنِـيْــنِ رَجَـاكَـا.
تِـلْـكَ القَـرَارَاتُ الـصَّـلِـيْـدةُ أَقْـنَعَتْ
هَـشّــــاً وَأُسْــــــعِـدَ إِنَّــهُ وَارَاكَـا.
كَتَبَ الفُصُولَ على الشَّوَاهِدِ رَاحِلٌ
بَــرْدُ الخِـتَـامِ يَـمِـيْـعُ فِـي لِـيْـلاكَا.
فَاقْـطُـفْ نُـجُـوماً لَا نُفَـسِّـرُهَا مَـعاً
يَـــدُكَ الـقَـوِيَّــةُ مَـنْ تَـهِـزُّ غِـوَاكَـا.

أَنْـتَ الأَخِـيْـرُ وَأَنْـتَ كُـلُّ بَـدَائِــعٍ
عَـادَتْ تُـطَـرِّزُ فِي الخَرَابِ جَفَاكَا.
بِـيْـنَ الـظَّـلامِ أَصَـابِـعٌ أُخْرَى بَدَتْ
صَدَأَ الـنُّـفُـوسِ عَلى سُـدُوْلِ سَـنَاكَا.
الظِّـلْـمُ في النَّـفْـسِ الأثـيمةِ مُوْضِعٌ
أَنْـتَ الأَثِـيْــــــمُ وَكَــمْ أَخٌ عَـادَاكَـا.
عُـدْ أمُّـكَ العَـذْرَاءُ فِي قُـضْـبَانِهِمْ
وأَبُـوْكَ فِي قَـبْـرِ الـسُّـؤَالِ حَصَاكَا.
والـجَّـدُّ يَـبْـقِــرُ نَـاقَـةً لِـيُـخِـيْـفَـهُـــمْ
والأُخْـتُ فِـي شِــيْـمَـائِـهَـا إِنْـهَـاكَـا.
والـسَّــــابِـقُـوْنَ إِلَـى الـتَّـرَدِّي أُمَّـةٌ
مَـلَـكُـوا الحَـيَـاةَ عَلَى غَـبَـاءِ رُؤَاكا.

29/10/2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...